لا يستطيع ولدك أن يسعد عندما يكبر إلا إذا نجح في علاقاته مع الناس المحيطة به، سواء على صعيد الأسرة أو العمل، أو الأهل والأصدقاء، ولكي ينجح في ذلك؛ يحتاج أن يمتلك أهم مهارة من مهارات الذكاء العاطفي؛ ألا وهي مهارة "التعاطف". ما هو التعاطف؟ يعرّف التعاطف بأنه الوعي بمشاعر الآخرين، والقدرة على تصور نفسه مكان الآخر الذي يعاني، والشعور بالتعاطف مع ما يمر به مع تقديم العون عند القدرة على ذلك. من المهم أن يستغل الآباء مرحلة الطفولة لتنمية مهارة التعاطف، حيث يكون من السهل جداً تنميتها في سن صغيرة بسبب لدونة الدماغ العالية.
كيف تنمي مهارة التعاطف مع ولدك في خمس خطوات؟
- تعرف على المشاعر: عرّف ولدك في عمر 3-4 سنوات على معاني مفردات المشاعر البسيطة مثل: سعيد، حزين، متضايق، خائف، غاضب،.... عندما يكبر ويبلغ السبع سنوات عرّفه على معاني مفردات المشاعر الأعمق مثل: مُحبط، قلق، غيران، مُحرَج، خجلان،...
- اكتشف الشعور: عندما يرى طفلك أخته أو أخيه (أو أي أحد) متضايقاً أو حزيناً أو خائفاً اسأله: هل تعلم ما هو شعوره الآن؟
- ما السبب؟: اسأله: لماذا هو متضايق؟ دعه يكتشف السبب ويذكره (شجعه أن يكتشف إذا لم يعرف) مثلاً: إنه متضايق لأنه يريد لعبتي
- ما الحل؟: اسأله: ماذا يحتاج أخوك حتى يتخلص من الضيق؟ دعه يكتشف حلولاً لمشكلة أخيه حتى يتخلص من الضيق. (شجعه أن يكتشف إذا لم يعرف) مثلاً: يمكن أن أعطيه لعبة بديلة، يمكن أن أعطيه حضن، يمكن أن أعطيه لعبتي، ..(كلما كان أكبر كلما سهل عليه ذكر حلول أكثر)
- طبّق: اسأله: كيف يمكن أن تساعده الآن حتى يتخلص من الضيق؟ دعه يجيب (سيختار من الحلول السابقة مثل سأعطيه لعبة بديلة) قل له: ما رأيك أن تساعده الآن؟ دعه يساعده واشكره أنه إنسان حنون ورحيم. (الشكر مهم لأنه يفرز مشاعر سعادة مع السلوك المطلوب مما يساعد على تكراره)
طبق نفس الخطوات على طفلك عندما يشعر هو بشعور سلبي، دعه يسمِّ الشعور، ثم يكتشف السبب ويجد حلاً، ثم يقوم به لتنمي مهارة "إدارة المشاعر الذاتية". إن تنمية مهارة التعاطف على صعيد المجتمع تؤدي إلى تكوين مجتمع رحيم وأمّة رحيمة، بينما الافتقار إلى التعاطف يدل على وجود اضطراب في الشخصية، ويؤدي إلى تكوين الشخصية النرجسية، وهي الشخصية التي تزداد انتشاراً في كل يوم بسبب ضعف مهارات المربين في تربية "إنسان".. تنمية مهارة التعاطف ليست ترفاً فكرياً بل أساساً في تربية أبنائنا.