كيف يفقد الانسان احترامه لنفسه ويعيش في تشتت وضيق؟

08أبريل2023
التربية الجنسية
أخرى
0 مشاهدة
cover

عندما تكون مبادئك في الحياة عظيمة وأهدافك تتوافق مع هذه المبادئ ستحترم نفسك على قدر عظم المبادئ التي تؤمن بها

وكلما تطابقت أفعالك مع هذه المبادئ زاد احترامك لنفسك وارتفع تقديرك لنفسك

وعندما يتحدث الإنسان عن إيمانه بمبادئ عظيمة ويفعل عكسها يفقد احترامه لنفسه بقدر هذه الفجوة التي تفصل مبادئه عن سلوكه

قد يعتقد بعض الناس أنه من الذكاء أن أخدع الآخرين بقناع أضعه أمامهم أبدو من خلاله بأني إنسان كبير بمبادئي التي أتحدث عنها وهو في الحقيقة لا يخدع أحد بقدر ما يخدع نفسه فهو لا يدري أنه يشعل صوت الاحتقار الذاتي في أعماقه الذي يفسد عليه مشاعره الإيجابية عن نفسه في كل لحظة تجعل فاقداً للاحترام الذاتي وفاقداً الإحساس بقيمته الحقيقية

لذلك أكثر الناس كرهاً لأنفسهم هم المنافقون والنرجسيون الذي يعيشون في خداع دائم والشيطان يزين لهم أنهم الأذكى وهم في الحقيقة ليسوا سوى الأحقر أمام أنفسهم وأمام من يكشفهم!

أن تحترم نفسك وتقدرها يعني أن تكون حقيقياً لا مزيفاً.. وأن تتطابق أقوالك مع أفعالك.. فإذا زللت وتعارضت أفعالك مع أقوالك ومبادئك فليس لك إلا التوبة تعيدك إلى ذاتك الحقيقية وتقلص الفجوة التي تكونت في أعماقك وتردك إلى صدقك مع نفسك رداً جميلاً..

اللهم ردنا إليك رداً جميلاً..

اقرأ المقال كاملاً

شكر النفس.. بين الإحساس بالقيمة والخوف من العجب

17يناير2023
العقلية النامية
أخرى
0 مشاهدة
cover

هل يجب أن يشكر الإنسان نفسه؟ وعلى ماذا يشكر نفسه؟

وهل شكر النفس يؤدي إلى العجب؟

وماذا لو لم يشكر الإنسان نفسه؟ هل سيؤثر على إحساسه بقيمته الذاتية؟

وما تأثير إحساس الإنسان بقيمته على نفسيته وسلوكه؟

أسئلة وصلتني من المتدربات في دورة مربي الشخصية الإبداعية الأخلاقية التي انطلقت قبل أسبوع، ونحن نتحدث عن أهمية إثارة المشاعر الإيجابية لفرز هرمونات السعادة التي تؤدي إلى ازدهار الدماغ flourish ، وبالتالي تحقيق السعادة والرضا well being ، وذلك وفق علم النفس الإيجابي.

الشكر يفرز هرمونات إيجابية مهمة في تحقيق التوازن النفسي وازدهار الدماغ، مثل هرمون السيراتونين وهرمون الأكسيتوسين وهرمون الدوبامين، سواء كان هذا الشكر موجهاً لله تعالى، أو للناس، أو للنفس، حيث ينشر الشكر في النفس الإحساس بالتقدير والرضا والسعادة، لذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشكر فقال: من لم يشكر الناس لم يشكر الله. رواه الترمذي

ونحن من الناس! فهل يجب أن نشكر أنفسنا؟ وكيف نشكر أنفسنا دون أن نصاب بالعجب؟

شكر النفس هو من شكر الله تعالى، فعندما ننتبه إلى الأعمال الصغيرة التي قمنا بها خلال يومنا فإننا ننتبه إلى نعم الله تعالى علينا، فلولا توفيق الله لنا ما تحركنا من أماكننا، ولا بادرنا وقمنا بأي عمل، فهذا الشكر يجعلنا نقدّر أنفسنا ونشعر بقيمة ما نقوم به، ونحن نشكر الله في الوقت ذاته، ونرجع الفضل إليه، أي يمكننا أن نسميه: شكر الذات على أعتاب العبودية لله تعالى (وما توفيقي إلا بالله).

كما أن الإنسان إذا لم يشكر نفسه ويقدّر نفسه من الداخل، لن يعوّضه التقدير الخارجي مهما كان، لأن التقدير الذاتي ينبع من الداخل وليس من الخارج.

إذن يجب أن نشكر أنفسنا على ما نقوم به، ونربط هذا الشكر بشكر ثاني هو شكر الله تعالى على توفيقه لنا، وهنا يأتي السؤال:

كيف يمكن أن نشكر أنفسنا؟..

تخيل معي..

في آخر يومك، وقبل أن تسدل الستارة على هذا اليوم، مر بخيالك على مشاهد يومك، وتذكر:

ما الأشياء التي قمت بها وتؤثر عليك وعلى المحيطين بك؟ ماذا فعلت اليوم من أشياء إيجابية وطيبة؟

مرّ وأنت تتذكر وتشكر نفسك وتشجعها، وتشكر الله تعالى أنه أعانك..

قل لنفسك (مثلاً): الحمد لله أني.. استيقظت في الصباح، تهيئت واعتنيت بنفسي، سعيت وعملت، صليت، ذكرت الله، قمت بأعمال منزلية، تواصلت مع والديّ، سألت عن صديق، تناولت طعاماً صحياً، مارست رياضة، استرخيت، قمت بشيء استمتعت به وجددت نشاطي، استمعت إلى فيديو تعلمت منه شيئاً إيجابياً، قرأت، تصدقت، ساعدت، قلت كلمة لطيفة شكرت فيها أحداً، منعت ظلم وأذى عن نفسي أو عن غيري، سامحت، رحمت، حنوت، ابتسمت في وجه أحد..

تخيل.. كل ما سبق هو إحسان للنفس وللآخرين.. إحسان يستحق شكر النفس وشكر الله، ونحن عندما ننتبه إلى تفاصيل يومنا، ونشكر أنفسنا على هذا الإحسان، سنبث الإيجابية في أنفسنا ونشجعها على القيام بالمزيد، فالتشجيع يطلق المبادرة والفاعلية، وشكر الله تعالى يذكرنا بأن الله تعالى أنعم علينا إذ مكنّنا من هذا الخير، ولو كان صغيراً، ولو كان ابتسامة، فلا تستهين بابتسامة تخرج منك وتصل إلى شخص أمامك تسعده، وتسعد نفسك أيضاً معه، في لحظة بادرت فيها للتبسم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طلقٍ. رواه مسلم.

هذه الابتسامة البسيطة تستحق شكر النفس وشكر الله على توفيقه أن مكنّنا أن نبتسم..

يعتقد بعض الناس أن عليه أن يقوم بعمل عظيم - مثل أن يحفظ القرآن الكريم أو يحصل على شهادة دكتوراة أو يصبح غنياً - حتى يشكر نفسه، والحقيقة أن حفظ القرآن الكريم لا يـأتي بخطوة واحدة، بل هو حصيلة عدد كبير من الخطوات اليومية، كل خطوة منها تستحق شكر النفس لتشجيعها على المزيد من المبادرات الطيبة، وأيضاً شكر الله تعالى على توفيقه، وكذلك الحال في أي عمل كان؛ سواء كان كبيراً أم صغيراً، فلا يوجد عمل صغير، كل عمل طيب نيته لله تعالى، هو عمل عظيم، ولو كان "ابتسامة".

شكر النفس وتشجيعها يؤدي إلى الإحساس بالقيمة والاستغناء عن التقدير الخارجي، وهو مهم في التوازن النفسي، ومهم أيضاً في إخلاص العمل لله، والقيام بالعمل دون انتظار المقابل، سواء كان مادياً أو معنوياً، فالاستغناء بإحسان هو روح العمل وسر من أسرار قوة الباطن. رزقنا الله وإياكم شكر الله تعالى في جميع سكناتنا وحركاتنا.. وكتبنا في الشاكرين..

جربوا معي: اجلسوا مع أنفسكم آخر اليوم، ولو على وسادة النوم، تشكرون أنفسكم وتشكرون الله على الأعمال الإيجابية التي قمتم بها خلال اليوم، وانتبهوا إلى مشاعركم الذاتية، وبركة أيامكم..

وأخبروني: كم ارتفع شعوركم بالرضا والسعادة؟

اقرأ المقال كاملاً

خطأ شائع جداً يهدم الشخصية ويقتل الطموح لدى ولدك، هل ترتكبه؟

14نوفمبر2021
تنمية الإبداع
العقلية النامية
الوعي الذهني
أخرى
0 مشاهدة
cover

من الشائع في تربيتنا التقليدية – مع الأسف، أننا نريد من أبنائنا أن يقوموا بعمل يحتاج إلى تكوين مهارة وبناء عادة، مثل ترتيب الغرفة أو الدراسة، بمجرد إعطاء أوامر، أو لجوء للمكافآت أو العقوبات، على غير وعي منا بما تحتاجه المهارة لتتكون في الدماغ، فمثلاً لندرب ولدنا على مهارة ترتيب الغرفة نحتاج إلى شرح خطوات وتفاصيل العمل، ثم تشجيعه على القيام به تحت إشرافنا، على أن تكون مهام المهارة ملائمة لعمره.

ثم الانتقال إلى مرحلة القيام بها وحده، مع تذكيره في حال نسي، برفق و دونَ لوم، حتى نساعد المهارة لتتكون في الدماغ وتتعمق مساراتها فتصبح عادة.

يجهل الأهل في كيفية تكوين العادات والمهارات في الدماغ، فيريدوا من ولدهم أن يقفز قفزة واحدة من مرحلة أول المعرفة بالعمل إلى مرحلة الالتزام به في غضون فترة قليلة، ربما تكون يوماً واحداً! وهو شيء مستحيل لأن ضعف تشابكات المهارة في الدماغ يجعل الإنسان غير واعٍ بالقيام بها، وينساها بسهولة عند تذكر أي شيء آخر أكثر متعة أو أكثر أهمية بالنسبة له.

يلجأ الأهل إلى المكافأة والعقاب وإلى أساليب الضبط السلبي لسد الفجوة الكبيرة بين أول المعرفة واكتساب المهارة، فيشعر الولد بالإحباط، وتبدأ المعاناة معه والتمرد وإساءة السلوك.

ما الحل؟

لنأخذ مهارة الدراسة على سبيل المثال:

1- اشرح خطوات العمل في البداية، واشرف عليه بعدها للتأكد أنه تم استيعاب أجزاء وتفاصيل العمل. مثل أن تشرح لولدك كيف يدرس، وتبقى جالساً معه، لتتأكد أنه جلس وركّز، ويقوم بخطوات العمل بشكل صحيح ليكتسب مهارة الدراسة. (يمكن أن تقوم بعد فترة من جانبه عندما تتأكد أنه اكتسب المهارة، ولكنه يحتاجك إلى جانبه في البداية ليعتاد على الجلوس، وهو أمر صعب لطفل في البداية)

2- تهيئة المكان و الزمان لممارسة العادة يسهّل على الدماغ التمكّن منها لتصبح سجية.

ضع قانوناً: مثل: الدراسة تبدأ الساعة الرابعة، وهيئ مكاناً مناسباً ومريحاً خالياً من المشتتات، واجلس معه في المكان لتنشر الراحة والدفء والسكينة.

3- التذكير بحبّ: ذكر ولدك بحبّ و دون توتر إذا تأخر عن الدراسة وانشغل بشيء آخر، من خلال كلمات قليلة بنبرة حازمة لا تخيفه ولا تؤنّبه مثل: "الدراسة أولوية".

كم ستحتاج من الوقت؟

الأمر يعتمد على عدة عوامل، لا يوجد وقت محدد، قد يكتسب ولدك المهارة في شهر، وقد يحتاج متابعتك وتشجيعك لسنوات، الأمر لا يتعلق بالذكاء، بل بنوع الذكاء، فلا شكّ أنّ ولد ذكاؤه الحركي أو الاجتماعي مرتفع سيحتاج منك وقتاً أكثر من ولد ذكاؤه الذاتي مرتفع، الثاني يحبّ أن يجلس ويركّز أكثر.

تذكّر أنه لا يوجد أحد أذكى من الآخر، لكن اختلافنا حكمة وجمال من الله الحكيم العليم، ليعمر هذا الكون، وكلٌّ ميّسر لما خُلق له.

كما أن قوة علاقتك به ومحبته لك تسهّل عليه تكوين العادات الإيجابية التي تدعوه إليها، وعلى العكس؛ سوء العلاقة بيننا وبين أبنائنا تجعلهم يتمرّدون علينا وعلى الأعمال الفضيلة التي ندعوهم إليها، انتقاماً منا على سوء المعاملة.

عندما تتابع ولدك وتشجّعه ليكتسب العادات الإيجابية؛ أنت تؤسّس لديه عادات التفوق والنجاح التي يحتاجها مدى الحياة، وعندما تؤنّب ولدك أو تلومه أو تعاقبه وأنت تجهل صعوبة ما يحتاجه الأمر ليتكون في الدماغ ويصبح سهلاً عليه وعادة له؛ فإنك تربي إنساناً محبطاً فاقداً الثقة في نفسه، يرى نفسه لا يرقى لأن يكون ضمن توقعاتك؛ فيفقد الرغبة في السمو والتطور الذاتي، ويشعر بالعجز.

تعاملك مع ولدك وصبرك عليه وتشجعيك له يرسم ملامح شخصيته ويوقد دافعيته الذاتية نحو الأمام، فانتبه لردة فعلك، وكن رفيقاً.

إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ. رواه مسلم.

اقرأ المقال كاملاً

الأنا المدمرة والأنا الواثقة

06يوليو2021
أخرى
0 مشاهدة
cover

مفهوم الثقة بالنفس مفهوم حرج تدور حوله مغالطاتٌ كثيرة وحقائق وأوهام. هو مفهوم مهم لأنه الأكثر مساساً والتصاقاً بأنفسنا، وقد يحتمل هذا المفهوم تفسيراتٍ كثيرةً ويُشتق له تصرفات عدة قد لا تؤدي إليه، فلنَدُر قليلاً في فَلَكِ هذا المفهوم لعلنا نفهم أنفسنا بشكل أفضل ونوجه تصرفاتنا بشكل أقوم. مفهوم الثقة بالنفس هو مصطلح علميّ يدلّ على "قوة الباطن"، ولا يُترجم حرفياً فيظن السامع أنّ من يَثقُ بنفسه لن يَثقَ بربه، وهذا غير صحيح، هو مصطلح علميّ يعبّر عن:

  • معرفة الإنسان لنقاط القوة التي يتمتع بها ونقاط الضعف، مع تقبّل نقاط الضعف، ووضع نقاط القوة في أهداف يتقدم نحوها.
  • أن يحترم الإنسان ذاته، فيرى مِيْزاته ويشكر الله عليها، كما يرى مِيْزات الآخرين ويشكرهم عليها.
  • القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات.
  • مواجه مصاعب الحياة بحكمة وتوازن، وقدرة السيطرة على مجرياتها.
  • القدرة على إقامة علاقات متوازنة وإيجابية.
سمات الإنسان الواثق بنفسه
  • السلام الداخلي والطمأنينة وقلة التوتر
  • المبادرة والعزيمة
  • الإيجابية والتفاؤل
  • الإنجاز والنجاح
مفاهيم مهمة وأساسية ترتبط بالثقة بالنفس
  • الاستقلالية الذاتية أي اتخاذ القرارات بناءً على وضوح الهدف الذاتي وليس لأجل التقليد.
  • النزاهة وعدم النفاق والجرأة في قول الحق أمام الجميع.
  • تحمل المسؤولية في العمل والقول والخطأ.
انتبه!! فهذه التصرفات لا تعني الثقة بالنفس
  1. أنت لا تثق بنفسك عندما تمدح نفسك أمام الآخرين وتقول "أنا.." و"أنا.." و "أنا.."…
  2. أنت لا تثق بنفسك عندما تحاول أن تُظهر أنّك معصومٌ عن الخطأ.
  3. أنت لا تثق بنفسك عندما تحاول أن تُثبت أنك رائع أمام الناس.
متى نبني ثقتنا بأنفسنا؟

أهم مرحلة لبناء الثقة بالنفس هي مرحلة الطفولة، لكن أغلبنا يبني ثقته بنفسه بعد مرحلة المراهقة بل بعد مرحلة الجامعة أيضاً، بسبب الأخطاء التربوية التي تحدث في كلٍّ من الأسرة والمدرسة.

ما هي الأخطاء التربوية الشائعة التي تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس؟
  1. التقبل المشروط في الأسرة وفي غرفة الصف يجعل الإنسان يسعى لنيل القبول بدلاً من التركيزز على هدفه.
  2. النقد واللوم يجعل الإنسان يبرر ويحرص على إخفاء أخطائه وعيوبه بدلاً من الانتباه إلى نقاط قوته.
  3. اتخاذ القرار عن الأبناء والتحكم بهم يجعل مهارة القرار ضعيفة لديهم.
كيف نبني ثقتنا بأنفسنا؟
  • أن نحدد أهدافاً لنا قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، نتقدم نحوها يوماً بعد يوم.
  • أن نضع أنفسنا في محكات تجعلنا متخذين للقرار.
  • أن نبتعد ما استطعنا عن الأجواء السلبية التي تؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس.
  • ألا نتوقف عن طلب العلم.
اقرأ المقال كاملاً

هل يؤثر المديح سلباً على صحة أبنائنا النفسية وما البديل؟ تطبيقات عملية

10أكتوبر2020
الوعي الذهني
التربية الجنسية
أخرى
0 مشاهدة
cover
إن فقدان الصحة النفسية يعني فقدان السعادة والتوازن، والغيرة الشديدة من نجاح الآخرين، والإحباط السريع، وعدم القدرة على النجاح في إقامة علاقة زوجية هانئة، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية دافئة، والمعاناة المستمرة في العمل، والمعاناة مع الاكتئاب، وهو المرض النفسي الذي يزداد يوماً بعد يوم، ولا شك أن للأسر الدور الأول في تربية أفراد يمتلكون أو لا يمتلكون الصحة النفسية والتوازن النفسي، وربما يكون هذا الابن غير المتوازن هو الأول على الصف، وربما يكون هو الأخير، فالعلامة المدرسية ليست عنواناً للصحة النفسية - كما يظن البعض، فما السبب الأكثر انتشاراً في الأسر الطامحة للتربية المميزة، والذي تقوم به اعتقاداً منها أنها تحسن إلى أبنائها، بينما يؤدي هذا الأسلوب إلى فقدان الصحة النفسية للأبناء وتعريضهم لمعاناة حقيقية في المستقبل، وأغلب الآباء غير واعين بهذا الخطأ؟..

ما هو هذا الأسلوب الخاطئ؟

سأناقش في هذا المقال أسلوب غير تربوي يتبعه كثير من الآباء والأمهات ظناً منهم أنه سيؤدي إلى تربية مميزة لأبنائهم بينما هو حقيقة يدمر صحتهم النفسية وتقديرهم لأنفسهم وهو أسلوب:

"السعي لتحسين السلوك من خلال المديح والنقد السلبي اللاذع للخطأ"

إن تعريض الابن أو الابنة للنقد السلبي اللاذع عند قيامه بخطأ سواء بالكلمة المباشرة أو بالنظرة الكاسرة، ومدحه بمبالغة عند قيامه بالسلوك المرغوب ظناً منا أن هذا الأسلوب سيجعله كما نريد، هو من الأسباب التي تجعل أبناءنا يفقدون توازنهم وصحتهم النفسية بحسب ما تشير الدراسات، بل قد يؤدي إلى اضطراب الشخصية والذي لا يظهر إلا بعد سن 18 عاماً، وللأسف أسلوب النقد والمديح منتشر في كثير من الأسر، وهو أسلوب خاطئ جداً، يجعل الإنسان أسيراً لنظرة الناس ورضاهم، شديد الحساسية لتميز الآخرين، سريع الإحباط عند وقوعه في الخطأ.

ما البديل؟

  • أولاً: افصل بين السلوك والإنسان. فلا تقل له "أنت أناني" بل قل "هذا التصرف فيه أنانية".
  • ثانياً: امدح نيته لا النتيجة فقط. فلو بذل مجهوداً ولم ينجح قل له "أعجبتني محاولتك وتقديرك للأمر".
  • ثالثاً: علّمه كيف يقيم سلوكه بنفسه، بدلاً من انتظار رضاك الدائم، مثلاً اسأله "ما رأيك بما قمت به؟".

بهذه الطريقة نبني داخله ضميراً حياً قادراً على التقييم الذاتي، ونفصله عن الاعتماد المرضي على تقييم الآخرين، ونجعل ثقته بنفسه تنبع من الداخل، لا من التصفيق أو الإهانة.

الصحة النفسية لا تُبنى بالكلمات، بل بالأسلوب اليومي الذي نعامل به أبناءنا.
اقرأ المقال كاملاً

"اثبت نفسك" مقولة صحيحة أم خاطئة؟

19يوليو2020
الوعي الذهني
أخرى
0 مشاهدة
cover

"اثبت نفسك".. أو "اثبتي نفسك" مقولة تنتشر في مجتمعاتنا.. والهدف منها تشجيع الإنسان ليعمل جهده فيثبت أنه شخص قدير ومميز.. نريد أن نحوم قليلاً حولها لنرى هل تزودنا هذه المقولة بالقوة أم بالضعف؟ فنعرف هل يجب أن نستفيد منها أم نرفضها..

يتألق الإنسان ويبدع كلما كانت دافعيته للعمل من الداخل، عندها يستطيع أن يتجاوز العقبات والإحباطات التي لا بد أن يمر بها كل إنسان في عمله وفي حياته..

كيف نعرف أن دافعيتنا داخلية أم خارجية؟

الدافعية الداخلية هي الرغبة الداخلية للإنسان أن يقوم بالعمل لأنه مقتنع به ويحبه، ويريد أن يتحسّن به ويؤديه على أكمل وجه ليكون بالمستوى الذي يحقق له الرضا الذاتي، تلك الدافعية الداخلية للإنسان العادي، أما المؤمن فيزداد على ذلك بأنه يبتغي بعمله مرضاة ربه، ويريد أن يجد هذا العمل في ميزان حسناته يوم الحساب.

الدافعية الخارجية هي الرغبة بالقيام بالعمل بدوافع من الخارج، بحيث تنمو هذه الرغبة وتزداد عند المكافآت المادية أو استحسان الناس، وتتراجع عند تغير هذا الاستحسان أو المكافآت، والدافعية الخارجية مؤقتة بحسب تكرار الحافز الخارجي، بحيث تضمحل عند إيقافه أو تتراجع.

ماذا يحدث عندما تعمل لتثبت نفسك؟

يعتقد الإنسان عندما يتبنى هذه الفكرة بأن نيل الاستحسان والتقدير والثقة والمكانة مرتبط بما أقوم به الآن وبما أقوله عن نفسي، وهو اعتقاد خاطئ، لأن الإنسان قد ينال بعض الاستحسان أو التقدير عندما يقوم بعمل جيد الآن، ولكن هذا لا يجعله يثبت نفسه أنه جدير بالثقة والمكانة، فحتى يستحق الإنسان الثقة يجب أن يمضي عليه وقتاً يُظهر فيه صبره على العمل، ومرونته وإيجابيته في المواقف الصعبة، وقدرته على تخطي الإحباطات، وتقبله للنقد البنّاء، وحرصه على إتقان العمل بغض النظر عن المحفزات الخارجية، لأنه إنسان مخلص بعمله، وهذه لا يحدث في يوم وليلة، بل يحتاج وقتاً تظهر فيه هذه المهارات النفسية التي تؤدي إلى العمل المبدع والمتقن، والذي يؤدي إلى استحقاق الثقة، بالرغم من أن الذي يمتلك هذه المهارات لا يعمل كي ينال الثقة بل لأنه مخلص بعمله، ولكنه يسعد بسعادة مسؤوليه ورضاهم، لأنه يشعر بأنه أدى الأمانة.

عقلية "اثبت نفسك":

  • عندما تعمل لتثبت نفسك لن تصبر على نقد المسؤولين وتوجيههم لك، لأنك ستعتقد أنك بذلك غير كفء، مع أن الكفاءة تنمو وتتراجع، وليست معياراً ثابتاً، فعدم تقبل النقد يجعلنا محدودين جداً لا ننمو ولا نزدهر، بينما عندما تعمل لترضي الله وتخلص بعملك ستتقبل النقد بروح إيجابية، وستعمل على تطوير نفسك، وعندها ستتقدم للأمام في أداء الأمانة واستحقاق الثقة.
  • عندما تعمل لتثبت نفسك، ستعمل على إخفاء أخطائك وتبريرها وتجنب الاعتراف بها، مما يجعلك تصغر في أعين الآخرين وفي أعين مسؤوليك، بينما عندما تعمل وأنت مخلص لله مستشعر الأمانة، ستحرص أن تتعلم من أخطائك وتصححها لأن الله يرى عملك.
  • عندما تعمل لتثبت نفسك ستخاف عندما تمر بصعوبات، لأنك تظهر البراعة والكمال، فلا يجب أن يكتشف أحداً ضعفاً فيك، والخوف يمنع التركيز وإبداع الحلول، مما يجعلك تخفق في مواجهة الصعوبات والإحباطات، فتلجأ إلى التبرير أو لوم الآخرين، فيتراجع عملك.
  • عندما تعمل لتثبت نفسك ستغار عندما يتميز أحد من الناس من حولك، وستعتقد أنه أفضل منك، مما يعني أنه أثبت نفسه وحرمك الفرصة، مما يجعلك تُشغل تفكيرك به، ومشاعرك بالقهر والغيظ، فتنطفئ بصيرتك، وتخبث سريرتك، وتفقد عمق التركيز على عملك، لأن المشاعر السلبية تُفقد التركيز والبصيرة، مما يجعلك تتراجع وتخفق، ويتقدم غيرك.

(يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)

"اثبت نفسك" تجعل الإنسان من ذوي العقليات الثابتة Fixed mindset - التي تحدثنا عنها في مقالات سابقة - وهي العقلية التي تؤمن أن الذكاء والمواهب والقدرات ثابتة منذ الولادة لا تتغير، ومعيار النجاح لديها هو ثناء الآخرين، دافعية هذه العقلية خارجية مرتبطة بالمكافآت المادية واستحسان الناس وثنائهم.

وأما الإخلاص في العمل فيجعلك من ذوي العقليات النامية Growth mindset  وهي العقلية التي تؤمن أن الذكاء والموهبة والقدرات تنمو عند المحاولة وبذل الجهد وطلب المساعدة من الآخرين، ومعيار النجاح لديها هو التعلم والنمو، دافعية هذه العقلية داخلية مرتبطة بمتعة التعلم والنمو الذاتي والإبداع.

موضة "اثبت نفسك" تنتج أفراداً إخلاصهم ضعيف، صبرهم قليل، تكوينهم هش، يبحثون دوماً عن كيفية تبرير أخطائهم بإلقاء اللوم على الظروف وعلى الآخرين، بينما يتقدم غيرهم عنهم ويقطعون مسافات، وهم لا زالوا محدودين وسيبقون محدودين ولن يستطيعوا أن يثبتوا أنفسهم حقيقة ما داموا بهذه العقلية.

اقرأ المقال كاملاً

الإبداع يرتكز إلى العفوية .. فهل أنت عفوي؟

01ديسمبر2019
ازدهار الدماغ
العقلية النامية
الوعي الذهني
أخرى
0 مشاهدة
cover

العفوية هي عدم التصنع والتكلف اعتقاداً أن ذلك سيؤدي إلى استحسان الناس..

العفوية تعني أن أتصرف على طبيعتي وأنا متقبل لنفسي ومتقبل للناس عموماً..

العفوية تنتج عن تقدير قيمة تفردنا وأننا لا نحتاج أن نجعل من أنفسنا نسخة من غيرنا لنشعر بالانتماء..

العفوية إيجابية وانطلاق وتحرر من مخاوف الرفض أو النقد وتحرر من التمركز حول نظر الناس..

العفوية أن يتشابه ظاهري مع باطني..

العفوية تعني قلب منفتح للمحبة.. مقبل على الحياة.. وصدر منشرح برضا..

العفوية أن أمتلك قلب طفل وعقل راشد..

العفوية راحة للقلب.. نحن نسعد مع الناس الذين نشعر أننا على طبيعتنا وعفويتنا معهم.. والعكس صحيح..

العفوية تعني التصالح مع الذات والتصرف بدون قيود التوتر بل بقيود الحكمة ومرضاة الله..

العفوية لا تعني أن أفقد الحكمة في التحدث أو التصرف.. ولا أفقد اللباقة أو الاحترام..

عندما أتحدث بعفوية أبقى مراقباً للحكمة من حديثي:

هل حديثي فيه فائدة؟ هل هو مريح لغيري؟ هل أبتغي به مرضاة الله؟

الناس يرتاحون إلى العفوية ويشعرون بها وينفرون من التصنع ويشعرون به.. حتى لو لم يتكلموا..

العفوية عنصر جاذب في المرأة.. على عكس ما تعتقد بعض النساء.. فتتكلف وتتعب دون جدوى..

العفوية سر من أسرار التأثير وسر من أسرار نجاح العلاقة الزوجية..

العفوية تجذب الطفل للمرأة.. وتساعد في تربية شخصية الطفل الواثق من نفسه..

كلما تراجع تقدير الذات تصنّع الإنسان وتكلّف وربما تزيّف.. وكلما زاد تقديره لذاته أصبح عفوياً على طبيعته.. لأنه يحب نفسه.. ولا ينتظر أن يحبها بسبب استحسان الناس لها.. أو بسبب رأي الناس به..

البيئة السلبية تقتل العفوية.. والعفوية تربو في بيئة إيجابية فيها التقدير وحسن الظن..

اقرأ المقال كاملاً

كيف تبني ثقتك بنفسك؟ (الجزء الثاني) - علاج ضعف الثقة بالنفس

05مارس2019
بناء الإيمان
أخرى
0 مشاهدة
cover

حتى نبني ثقتنا بأنفسنا علينا أن نتحرر من عقلية المقارنة اللاواعية، ونتحرر من انتظار استحسان الناس، لأن الثقة بالنفس لا تبنى من الخارج، بل من الداخل، من خلال معرفة الذات، وتقبل الذات بدون شروط، بنقاط ضعفها ونقاط قوتها مع السعي للتحسين، برغبة ذاتية، دون انتظار مكافأة معنوية أو مادية من الخارج.

تعرضنا في المقال الأول للأسباب التي تولد ضعف الثقة بالنفس [اضغط هنا لقراءة المقال السابق]، وفي هذا المقال سنتطرق لخطوات العلاج:

فتحرر من مقارنة نفسك بالناس، وركز على قيمتك الحقيقية لتكبر وتنمو.

أولا: قيمتك عالية بما أكرمك الله واصطفاك به بغض النظر عن الرسائل السلبية التي سمعتها أو تسمعها، فأنت أروع مخلوق خلقه الله، وأجمل وأفضل مخلوق، أسجد الملائكة إكراماً لأبيك آدم، وإكراماً لك فأنت منه، خلقك بهذا الإكرام لتقوم بالغاية من خلقك وهي الخلافة في الأرض، قيمتك عالية باصطفائك، ولتحافظ على هذا الإكرام والاصطفاء، عليك أن تسير للغاية التي خلقت من أجلها، وهي العبادة وعمارة الأرض بالخير، وما عليك أن تقوم به هو ضمن استطاعتك وضمن إمكاناتك، لترضي الله، وتشكره على إكرامه، وليس مطلوباً منك أن تقوم بعمل خارق أو فوق طاقتك.

فتحرر من مقارنة نفسك بالناس، وركز على قيمتك الحقيقية لتكبر وتنمو.

ثانياً: إن عقلية المقارنة السلبية هي عبارة عن تشابكات في الدماغ تكررت حتى أصبحت طريقة تفكير، وبالتالي سيرتكز العلاج إلى تكوين عقلية تفكير جديدة تلغي العقلية القديمة من خلال تمارين معينة، وهذا سيحتاج إلى وقت، ولكنه هو الحل، ستشعر بالراحة والقوة والثقة بالنفس كلما تعمقت تشابكات الطريقة الجديدة في دماغك، فاصبر واستمر.

ثالثاً: ينبغي أن تتقبل أنك شعرت بمشاعر سلبية اتجاه نفسك أو اتجاه غيرك عندما تشعر بذلك، وتسمح لهذه المشاعر أن تطفو على السطح بوضوح أمام عينيك، فتستغفر وتسامح نفسك على ذلك لتتجاوز جلد الذات، إلى إيجاد الحلول، مما يجعل مهارة الوعي الذاتي تتطور لديك، فتنتبه متى شعرت بالضعف، وكيف قمت بالمقارنة السلبية لنفسك مع الآخرين، لتستطيع أن تحل المشكلة.

رابعاً: إذا شعرت أن المقارنة في بيئتك مستمرة، تُضعف محاولتك في التغيير الإيجابي، تحدث مع الأشخاص الذين يستخدمون هذا الأسلوب معك برحمة، وكلمهم عن ضرره عليك، واطلب منهم أن يوقفوه، وعندما ينسوا ويستخدموا الأسلوب مجدداً، قم بعمل إشارة بيدك لتذكيرهم بالتوقف عن ذلك بابتسامة وأسلوب لطيف، وانسحب من الموقف، وذكر نفسك دوماً بأن تصرفهم خاطئ ولا يعبر عن قيمتي الحقيقية لنفسي.

حاول أن تتجنب الأشخاص التنافسيين أو السلبيين لأنهم يخرجوك من دائرة التركيز الإيجابي على نفسك.

خامساً: حرر نفسك من وهم تحقيق القيمة بأعين الناس، فرضى الناس غاية لا تدرك، ولا يوجد إنسان فائق أو كامل، فقد خلق الإنسان ضعيفاً، وكل إنسان مليء بالعيوب، يغطي ضعفه ويتحرك بعطاء الله وعونه وستره، يتقلب بالنعم والبلاء.

إن عقلية المقارنة السلبية تعارض حكمة الله سبحانه وعدله في عطائه، فالله جعلنا مختلفين لحكمة، في القدرات والذكاء، والمال، والأعمال، والجمال، والعائلة، والاهتمامات وغيرها، لنتكامل ونشكر ونصبر ونرضى، حتى يرضى الله عنا، والله العدل أعطى جميع الناس بعدل، ولكن بنسب متفاوتة ليبلونا، فالحكمة أن نركز على ما أعطانا الله من قدرات أو إمكانات، لنستفيد منها ونتقدم إلى الأمام، دون أن نضيع طاقتنا النفسية في ملاحظة رزق الله للآخرين بتألم أو سخط، فالله هو العدل، وهو ليس ظالماً كما يوسوس لنا الشيطان أحياناً دون أن نشعر، لنسير في طريق السخط.

 لذا.. لتنمو نمواً إيجابياً عليك أن تضع قاعدة للتفكير الإيجابي في عقلك وهي:

" ركز على إمكاناتك واشكر ولا تقارن".

سادساً: عندما تمسك تفكيرك وهو يقوم بمقارنة سلبية، غيّر التفكير فوراً وادع للشخص الذي تقارن نفسك به بالخير والبركة من أعماق نفسك، وأن ينفع الله به هذه الأمة، وهذا مهم جداً في إعادة الارتباط الإيجابي بالدماغ، وتوقيف برنامج المقارنة الذي يشتغل بطريقة لا واعية، ولا تنس أن الملائكة ستدعو لك بالمثل، وكلما دعوت للناس بالخير تحررت من برنامج المقارنة، فالدعاء علاج مهم للغاية، ضعه على قائمة أولوياتك.

سابعاً: عندما تمسك تفكيرك بمقارنة مع أحد الأشخاص، اسأل نفسك: هل هناك شيء إيجابي يمكن أن أتعلمه؟ هل هناك عمل أطمح أن أتقدم به؟ اسأل نفسك وأنت تشعر بمشاعر إيجابية اتجاه نفسك واتجاه الشخص الذي تود أن تتعلم منه، فالمشاعر السلبية تقمع عملية التعلم وتؤدي إلى حجب الحكمة عن الدماغ.

تذكر أن كل إنسان فريد بقدراته ومشاعره وظروفه، لذا فما يلائمك قد لا يلائم غيرك، والعكس صحيح، فلا ينبغي أن تكون كل ميزة للآخرين هي مجال اهتمام حقيقي لنا، علينا أن نحرر اهتماماتنا من عملية التمني المؤلم أو التقليد غير الواعي.

ثامناً: إن علاج عقلية المقارنة يكمن في التركيز الإيجابي على نفسك وعلى ما تريد، لذا عليك ان تبدأ بالتعرف الحقيقي إلى نفسك، والذي فاتك الكثير منه في الغالب، بسبب ضعف الحرية النفسية في مجتمعاتنا، وكثرة السيطرة والتقبل المشروط بشكل عام، ونحن لا نستطيع أن نلومهم الآن، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا أفضل ما يمكن أن يقدموه لنا لنرتقي، ولم يدركوا الأثار النفسية المرتبطة بهذا الأسلوب، فهذا كان أفضل ما لديهم، والآن آن الأوان للسير على خطة لحل المشكلة التي سببتها لنا تلك الأيام، والتخلص من آثارها السلبية.اقرأ المقال كاملاً

كيف تبني ثقتك بنفسك؟ (الجزء الأول) - أسباب ضعف الثقة بالنفس

03مارس2019
الحرية النفسية
أخرى
0 مشاهدة
cover

كثيراً ما نرى ممارسات تعبر عن الثقة بالنفس، لكننا نكون غير متأكدين أن هذا التصرف يعبر عن الثقة أم لا، خاصة عندما يشوبه استعلاء، فهل الثقة بالنفس تعني أن أشعر أمام الناس أني الأفضل؟ أو أن أؤكد على نفسي وعلى مسامع الناس أني ممتاز؟ أم تعني أني أستطيع أن أواجه الإحباطات بثبات؟ وهل هي مقترنة بالاستعلاء أم بالتواضع؟ وما علاقة الثقة بالنفس بطريقة التفكير؟ ومن أين يأتي الإحساس بضعف الثقة بالنفس؟ وكيف يمكن أن يعالج؟

سنتناول في مقالين متتالين الإجابة العلمية عن هذه التساؤلات وعرض الخطوات العلاجية لضعف الثقة بالنفس فتابع معنا..

كثيراً ما يتصرف بعض الناس أمام الآخرين بأسلوب يشعرنا بالثقة بالنفس أو حتى بالغرور أحياناً، بينما يكون هذا الشخص مفتقراً للثقة بالنفس تماماً، ويرتدي قناعاً يغطي حقيقة ضعفه فيوحي بالثقة من خلال الاستعلاء على الآخرين بميزة يمتلكها حقيقة أو لا يمتلكها، فالاستعلاء لا يعني الثقة بل هو النقيض.

 وكثيراً ما يعتقد الناس أن الثقة بالنفس تأتي من التأكيدات الإيجابية للذات بأني رائع، وإيصال هذه الرسالة للآخرين، ولكن الرسالة الإيجابية التي أبثها في نفسي أو للآخرين لا تكفي لبناء الثقة بالنفس ولا تعني بالضرورة الثقة بالنفس، لأن الثقة بالنفس تعني تقبل الإنسان لنقاط ضعفه، وأنه من الطبيعي أن يمتلك الإنسان نقاط ضعف، كما هو من الطبيعي أن ينتلك نقاط قوة، وهي معرفة الذات معرفة حقيقية وليست مجرد تأكيدات إيجابية، بل تلك التأكيدات قد تغطي جرحاً يحتاج إلى علاج أحياناً، وليس من الحكمة تغطيته بكلمات إيجابية تخديرية، مثل أن تقول الأم أنني أم رائعة لأبنائي وابنها يحتاج إلى إعادة تأهيل لبناء شخصيته وهي السبب الأول في ذلك.

فما هي الثقة بالنفس؟ وهل يجب أن ترتبط بالتواضع؟

سبق وأن عرّفنا الثقة بالنفس أنها القدرة على حل المشكلات ومواجهة التحديات، وتتعلق بمعرفة الإنسان لنفسه جيداً، ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، مع تقبل نقاط الضعف، والسعي لتقويتها، ووضع نقاط القوة في أهداف ذات أهمية بالنسبة للشخص، وهي مرتبطة بالتواضع، فالمستعلي يغطي ضعفاً باستعلائه.

ترتبط الثقة بالنفس بالمتعة الداخلية للانطلاق نحو الهدف، محرراً من نظر الناس، ويرتبط ضعف الثقة بالنفس بالرغبة من نيل الاستحسان من خلال ثناء الناس، لذا فالثقة مرتبطة بالإخلاص في العمل، وضعف الثقة قد يؤدي إلى الرياء.

هناك فارق جذري بين الثقة بالنفس وضعف الثقة هو التحرر من نظر الناس وطلب استحسانهم، والقيام بالعمل برغبة داخلية عن قناعة، متقبلاً احتمالية الفشل، ومعتبراً انها فرصة للتعلم، بغض النظر عن ثناء الناس أو ذمهم.

الواثق مرجعيته معرفة نفسه وما يريد، وما يلائمه ويلائم قدراته ولا يسعى للتقليد، وغير الواثق يريد أن يثبت نفسه للآخرين بعمله وينتظر المديح ويهتز من النقد ويتحرك بالغيرة ويسعى للتقليد، ولديه عقلية مقارنة لا واعية مع الآخرين، فعندما يمتلك شخص ميزة لا يمتلكها هو يشعر بالنقص، فتتراجع ثقته بنفسه.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان أحياناً بضعف الثقة بالنفس، لكن إذا تكررت هذه المشاعر فإنها تؤثر علينا سلباً وتشدنا للوراء، فهي تؤثر على قراراتنا ومشاعرنا وعلاقتنا مع الآخرين، بل وعلى صحتنا النفسية والجسدية، فكيف يمكن أن نتخلص منها ونتقدم؟

حتى نتخلص من هذه المشاعر السلبية، يجب أن نعلم من أين جاءتنا هذه المشاعر، ولِم نشعر بها ولِم هناك أناس لا يشعرون بذلك؟

هل حقاً نحن نستحق أن نشعر بهذه المشاعر السلبية لأن لا قيمة لنا أم أنها دخلتنا بطريقة خاطئة ويجب أن نتخلص منها؟

هناك سببان في توليد هذه المشاعر السلبية والإحساس بضعف الثقة بالنفس..

السبب الأول لضعف الثقة بالنفس: أن ينشأ الشخص في بيئة تنافسية تدفع للعمل من خلال المقارنة أو النقد أو المدح، وتدفع للعمل من خلال المكافآت المادية أو المعنوية، وتتقبل الشخص تقبلاً مشروطاً بما يقدم أو يفعل، تجعل الإنسان يفقد إحساسه بقيمته الحقيقية، ويربط قيمته لنفسه بنظرة الناس، وتتكون لديه عقلية مقارنة لا واعية، فيقيس الشخص نفسه مع الآخرين بشكل مستمر دون أن يشعر، فيرتاح إذا جلس مع من يظن أنه أقل منه، ويتوتر إذا جلس مع شخص يتفوق عليه في أي ميزة، بسبب قياس قيمة الذات بالمقارنة مع الآخر وليس بمعرفة القيمة الحقيقية للذات.

إن التفكير بعقلية المقارنة السلبية تجعلنا نشعر بالدونية فنكره أنفسنا ونكره الآخرين، تشعرنا بالضعف والإحباط، بل وربما الغيرة والكره والحسد أيضاً، فتنتكس مشاعر الإيمان وتنتكس علاقتنا مع الله، لأن الحسد يؤدي إلى السخط، ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.

إن العقلية التنافسية كلما كبرت بداخلنا ارتفعت أنانيتنا، وأصبحنا نفتقر إلى مشاعر المحبة للغير والرحمة والتقدير الحقيقي لأنفسنا وللآخرين فنبتعد عن أخلاق الإسلام وروحه، ناهيك عن أن العقلية التنافسية تكتسب عقلية ثابتة Fixed mindset لا تستطيع أن تبدع أو تغامر أو تنمو نمواً حقيقياً لأنها تركز على نظر الآخرين بدل متعة النمو.

السبب الثاني لضعف الثقة بالنفس: قد يميل بعض الناس أكثر من غيرهم للتركيز السلبي، ربما تجد أخوين في بيت واحد أحدهما يميل للتركيز الإيجابي والآخر يميل للسلبي، بشكل عفوي وجيني، فتتأثر ثقة الشخص الذي يميل للتركيز السلبي لأنه سينقد ذاته بشكل أكبر بكثير مما سيشكر نفسه فتتراجع ثقته بنفسه، أو أنه ينظر بعين الاستسصغار لكل ما يفعله ويرى أنه لا شيء فلا يشعر بقيمة النمو، حتى لو كان المحيط الذي يعيش به إيجابياً، يستطيع هذا الشخص أن يغير من طريقة تفكيره، ستجد في المقال التالي مفاتيح التغيير بإذن الله تعالى.

حتى نبني ثقتنا بأنفسنا علينا أن نتحرر من عقلية المقارنة اللاواعية، ونتحرر من انتظار استحسان الناس، لأن الثقة بالنفس لا تبنى من الخارج، بل من الداخل، من خلال معرفة الذات، وتقبل الذات بدون شروط، بنقاط ضعفها ونقاط قوتها مع السعي للتح

اقرأ المقال كاملاً

استغل مناسبة انتهاء العام لعمل جلسة عائلية حنونة تغرس فيها القيم والإبداع.

30ديسمبر2018
ازدهار الدماغ
أخرى
0 مشاهدة
cover

استغل مناسبة انتهاء العام لعمل جلسة عائلية حنونة تنمّي فيها: خلق التقدير والإيجابية والتفاؤل وروح المبادرة وأكثر. الحوار العائلي الإيجابي من أهم الأسس التربوية لبناء شخصيات مبدعة أخلاقية

  • نريد أن نجلس جلسة تأملية بمناسبة انتهاء عام 2019.. نريد من كل واحد منا أن يشارك معنا ويعبر (يجب احضار ورقة وقلم مع كل واحد، يمنع النقد واستخدام الهاتف):

1- لتنمية خلق التقدير والامتنان للآخرين قل:

نود أن نبث روح الشكر والامتنان، نريد أن نرسل عبارات الشكر والتقدير إلى بعضنا في هذه الجلسة من خلال "أشكر ........ على .........." (يمكن أن يكون شيئاً طيباً فعله من أجلك أو من أجل غيره أو من أجل نفسه)

2- لتنمية الإيجابية وتقدير الذات وشكر الله قل:

نود الآن أن نرفع ثقتنا بأنفسنا ونشكر الله: ما هي أفضل إنجازاتك في عام 2018؟ تعالوا نتذكرها ونشكر الله على توفيقه..

3- لتنمية عقلية نامية إيجابية قل:

نود أن ننمي عقلية نامية إيجابية، فكر وتأمل: هل قمت بأخطاء في العام الماضي تعلمت منها شيئاً جديداً جعلك أقوى؟ ماذا تعلمت؟

4- لتنمية التفاؤل وروح المبادرة والتطوير:

ماذا تتمنى أن تحقق في العام الجديد؟ اكتب أفكارك على الأصعدة التالية: تطوير روحانيتك – شخصيتك – تحسين صحتك – مهنتك – علاقاتك بماذا تريد أن تبدأ؟ – اختر واحدة تحب أن تبدأ بها وبعد أن تنجزها انتقل للثانية.. ارجع للورقة كل يوم لتذكر نفسك.. (يفضل أن تفرد للخطوة الرابعة جلسة خاصة، وتابعوا التطورات الذاتية للجميع بحب وتشجيع دون اتهام أو احساس باللوم حتى لو لم ينجز ما أراد خلال العام)..

اقرأ المقال كاملاً

أساسان لنجاحك مربياً.. قيّم نفسك

22نوفمبر2018
الموهبة والذكاء
العقلية النامية
الوعي الذهني
أخرى
0 مشاهدة
cover

حقيقة ينبغي أن ندركها وهي أنه لا يمكننا النجاح في تربية أبنائنا مهما فعلنا إلا أن يتولاهم الله برحمته ورعايته.. ولذلك فإن دعاءنا لهم بالصلاح هو المنطلق الأول في التربية.. ونحن في ذات الوقت مأمورون بالأخذ بالأسباب..

فما هو مقياس نجاحنا كمربين؟ هل هو ثناء الناس على إنجازنا معهم؟ هل هو تحقيق المناصب والألقاب؟

هناك أساسان لنجاحنا في تربية أبنائنا، وكل شيء يأتي بعدهما، فما هما؟

الأساس الأول هو: أن نربي أبناءنا بعيداً عن العقد النفسية وأمراض القلوب، والإحساس بالنقص في تقدير الذات، وننجح في ذلك عندما نتقبلهم كما هم دون شروط ودون رسم طريق حياتهم بتفاصيل محددة وإرغامهم على السير وفقها لنمنحهم الشعور بأنهم مقبولون ومحبوبون فقط عندما يرضوننا بالسير على النهج الذي نحدده.

ليشعر أبناؤنا بالتوازن والتقدير ينبغي أن نفتح معهم باب الحوار المبني على الاحترام والثقة، ونمنحهم الحرية النفسية من خلال التخلي عن التحكم بهم، لنتيح المجال لثقتهم بأنفسهم أن تكبر بداخلهم، ولا تعتقد أن مديحك لولدك بأنه الأفضل سيمنحه الثقة في نفسه، بل على العكس سيجعله منفوشاً على فراغ، مثل البالون ترمي به ريح ضعيفة، كما سيكسبه عقلية ثابتة Fixed mindset، سبق وأن تحدثنا عنها في مقالاتنا حول العقلية النامية.

وحتى نبني الثقة ينبغي أن يكبر ولدنا دون تحكم في إرادته وقراراته وخطواته، ودون مديح أو مقارنات، فقط علينا أن نمتدح الجهد الذي يبذله ليتعلم أهمية الصبر ويبذل الجهد في تحقيق أهدافه، وأن نمتدح الموقف الأخلاقي الذي قام به - وهو يقوم به - لتشجيعه وإشعاره أنه خلوق وطيب.

كما يحتاج أن نشعره بالحب والقبول دائماً دون شروط، وإذا أخطأ نحاوره ليستنتج الخطأ بنفسه، ونناقشه لماذا يجب أن يتوقف عنه دون إهانة أو ذل أو تهديد.

إن منح الحرية النفسية والقدرة على اتخاذ القرار لا يعني أن أترك له المجال ليؤذي نفسه، بل يعني أن يشعر بالحرية الداخلية أنه قادر على معرفة ما يريد وقادر على اتخاذ القرار، وعند اختلافي معه أفتح له أبواب الحوار والنقاش.

إن تربية ولدنا على نقاء القلب والثقة بالنفس يطلق دافعيته للنجاح ويجعله يميّز بعمق ما يريد، ويجعله إيجابياً مثابراً نحو أهدافه وطموحاته، غير ملتفت لسلبية الناس ونقدهم الهدّام.

الأساس الثاني: بناء علاقته الإيجابية مع الله تعالى وذلك من خلال الخطوات الثلاث:

1- بناء الإيمان من خلال التفكر في النعم والإنسان والكون للاستدلال على آثار وجود الله وغرس محبته من خلال تأمل آثار إكرامه وحكمته وقدرته وعطائه.. اقرأ المزيد في مقال "امتلك مهارة إثارة الأسئلة لتغرس محبة الله في نفوس أبنائك"

2- إثارة دافعيته للعمل من خلال الحرص على مرضاة الله، كأن تقول ادرس ليرضى الله عنك.. فمن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.. ساعد زميلك ليرحمك الله ويرضى عنك، فالراحمون يرحمهم الرحمن.. اهتم بمظهرك لأن الله جميل يحب الجمال.. وهكذا فإن ربط دوافعه بنيل مرضاة الله يغرس العبودية والإخلاص في أعماقه فيسعد في الدنيا والآخرة.

3- تذكيره دوماً بالشكر على العطاء والصبر على البلاء ليحيا لله ويتذكر الله في النعم والنقم فيتوازن ويؤجر في آن واحد، فلحظات الحياة تتلون بين نعمة وبلاء، وعليك أن تذكره كيف عليه أن يتصرف بما يرضي الله في المحن لينجح في امتحان الحياة الذي يستمر معنا حتى آخر شهيق.

إن قاعدة هذين الأساسين بلا شك هي الإخلاص لله في تربيتهم وليس التباهي بهم أمام الناس، والإحسان في تربيتهم لنجد أبناءنا شفعاء لنا يوم القيامة، ولنترك خلفنا ولداً صالحاً يفعل الخير ويدعو لنا، " رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " آل عمران

"وأنبتها نباتاً حسنا".. نحن ندعو ونستعين بالله ونعذر إلى الله بأن نأخذ بالأسباب، والله هو يصلح وينبت.. ويجعل أبناءنا برحمته قرة عين لنا في الدنيا والآخرة..

"رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا " سورة الفرقان

شاركونا أفكاركم.. ما أكثر خطوة تُهمل عادة في هذين الأساسين؟

اقرأ المقال كاملاً

7 استراتيجيات تفكير تحوّل معاناتك إلى بناء للإيمان والثقة بالنفس

11أكتوبر2018
الموهبة والذكاء
الوعي الذهني
تقدير الذات
أخرى
0 مشاهدة
cover

الثقة بالنفس هي القدرة على مواجهة التحديات وحل المشكلات، وهذه القدرة تتكون من قدرتين:

أولاً: القدرة على إدارة المشاعر السلبية إلى إيجابية وبث مشاعر الارتياح عند الجزع أو الألم من خلال الصبر والتفكير الإيجابي.

ثانياً: القدرة على التفكير والعبور من المشاعر السلبية التي يفرزها موقف التحدي إلى إيجاد البدائل والحلول للمشكلة ومن ثم اتخاذ القرار واختبار الحل.

كثيراً ما تسيطر علينا المشاعر السلبية عندما نخفق أو نعاني، وللنجاح في إدارة المشاعر السلبية وتحويلها إلى مشاعر ارتياح، لتسهيل عملية العبور إلى التفكير وإيجاد الحلول هناك عدة استراتيجيات يمكنك استخدامها وتدريب أبنائك عليها:

  • الاستعانة بالله: كثير من الناس يعتقد أنه يستعين بالله ولكن عند تحليل مواقفه التي يتعرض فيها للإحباط في الواقع تجده يتجمد وينسى أن يلجأ حقيقة إلى الله، عندما نستعين بالله من أعماق قلوبنا عند مواجهة المعاناة فإننا نبث مشاعر الأمل والارتياح في أعماقنا.
  • لولا المعاناة لن ينمو الذكاء: هذا ما تقوله كارول دويك في كتابها الذي تتحدث فيه عن العقلية النامية وهذا ما تؤكده أيضاً أبحاث الدماغ وعلم الأعصاب.

ذكر نفسك وأبناءك بأن المشكلات تجعل ذكاءنا ينمو، ففكر بالبدائل والحلول بدلاً من أن تسخط وتحبط.

3- الخطأ لا يعني الغباء: هي قاعدة مهمة ليكتسب الإنسان القدرة على إدارة المشاعر السلبية وتحويلها إلى إيجابية وبناء الثقة بالنفس.

ذكر نفسك دوماً ألا تقارن وتعلم واشكر، وازرع ذلك في أبنائك لتربية أبناء يمتلئون رضا وحكمة وإيجابية وإبداع.

4- لا تقارن: كل إنسان قدّر الله له أن يولد باستعدادات مختلفة عن غيره، تجعل بعض الأعمال تسهل عليه أكثر من غيرها.

5- التركيز على الهدف: عندما نركز على أنفسنا ونظرة الآخرين لنا عند مواجهة التحديات فإننا نفقد التركيز على عملية إيجاد الحلول وتطبيقها.

6- مشاهدة الوفرة أثناء المعاناة: إن مشاهدة النعم المحيطة بنا أثناء المعاناة لا يقدر عليها إلا إنسان شاكر وإيجابي يمتلك نظرة كلية يرى فيها الصورة الكاملة.

تذكر أن تشاهد النعم المرافقة لك في المعاناة، وقل ماذا لو؟.. وما الحكمة؟.. لتبدأ مناطق أخرى.. في الصورة بالظهور بالتدريج لتتوسع الصورة وتظهر فيها الحياة والألوان حول البؤرة السوداء التي تريد أن تسحبنا بداخلها.

7- التسليم: نحن مأمورون بالعمل وليس بالنتائج، فالعمل الصالح واجب علينا، وأما النتائج فهي بأمر الله خاضعة لحكمته.

تحتاج هذه الاستراتيجيات السبعة منك إلى مراجعة دورية خاصة أثناء مرورك بمعاناة، لتزود نفسك باستراتيجيات تفكير إيجابية تساعدك على إدارة مشاعرك وتمكنك من التفكير بهدوء نفسي وإيجاد البدائل لتجعل من المعاناة وسيلة لنمو ذكائك العاطفي وإيمانك وإبداعك وثقتك بنفسك.

((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز)). رواه مسلم.

اقرأ المقال كاملاً

كيف تجعل لنفسك قيمة وفق علم النفس الإيجابي؟

24يونيو2018
الموهبة والذكاء
العقلية النامية
تقدير الذات
أخرى
0 مشاهدة
cover

سواء وعينا أم لم نعِ.. كلٌّ منا يريد أن يشعر أن له قيمة في هذه الحياة.. 

لكن هل يمكن أن تسعى لتشعر بقيمتك ثم تزداد إحساساً بالنقص؟

وما هو الطريق الأسرع لإشباع حاجتنا هذه للإحساس بالقيمة وفق علم النفس الإيجابي وأبحاث الدماغ؟  

كلٌّ منا بداخله حاجة أن يشعر بأهميته.. ببصمته.. بوجوده وبقيمته في هذه الحياة..

هناك صورة أو صور في العقل اللاواعي نستمد منها هذه القيمة، ثم نربط شعورنا بالرضا بتحقيق هذه القيمة، فإن لم نحقق هذه الصورة التي نستمد منها قيمتنا شعرنا بالتعاسة.

فهل يمكن أن نعيش في أوهام لا نصل منها إلى شيء؟

وهل يمكن أن تكون هذه الصور مجرد خيالات للوصول إلى السخط أو الوصول إلى سراب؟

 كيف يصل الإنسان إلى الرضا؟

وكيف يشعر بسعادةٍ وقيمةٍ حقيقيةٍ لنفسه وفق علم النفس الإيجابي؟

إن مؤسس هذا العلم هو الدكتور مارتن سيلجمان الذي يضع من خلاله أسساً لتحقيق السعادة والرضا الداخلي وهي ثلاثة أسس:

  • 1- أن يعيش الإنسان لغاية عُظمى
  • 2- أن ينغمس في أهدافٍ يتقدم نحوها ويَشعر بالإنجاز
  • 3- أن يستمتع بالعطاء ويتخلص من أنانيته

لو تأملنا أسباب الرضا والسعادة الثلاثة لوجدناها تتطابق مع غايات الوجود التي يدعونا إليها إسلامنا العظيم، وهذا إعجاز علمي يثبت أن هذا الدين حق، وأن الذي شرعه للإنسان هو الذي أوجد هذا الإنسان ويعلم ما يرضيه وما يصلح حاله، ولكن كيف يكون كثير من المسلمين اليوم بهذا السخط ودينهم يدعو إلى تلك الأسس العلمية التي تؤدي إلى الرضا والسعادة والازدهار؟

تأملاتٌ حول الأسباب الثلاثة المؤدية للازدهار:

1- هناك فارق بين ما يدّعيه الإنسان وبين ما يقوم به حقيقة، فإنسان يدّعي أنه يعيش وأمله بالحياة أن يرضى الله عنه، ثم يربط قيمته بالحياة بغير ذلك ستراه في سخط لأن حياته لم تسر معه كما يحلم، أو لأنه ليس الأفضل بين الناس، أو ليس الأغنى، أو ليس الأجمل، أو ليس في منصب اجتماعي رفيع، أو ليس الأكثر تميزاً، أو لأنه لا يعيش في البلد الأفضل، أو مع الزوج الأفضل، والأولاد الأفضل، والبيت الأجمل .. الخ

لا شك أن هذا الإنسان لا يدور همه في إطار غاية الوجود الأولى وهي طلب مرضاة الله، لأنه لو كان همّه الله لكفاه الله ما أهمه، ولشعر ببرد اليقين بحسن ظنه بالله فالله يعلم ما هو الخير له وهو لا يعلم.

إن هرمونات الدماغ التي تفرزها مشاعر الاقتراب من الله سبحانه من خلال الذِكر الواعي من أعمق الهرمونات التي تؤدي إلى ازدهار الدماغ والوصول إلى الرضا وبغيرها سيبقى الإنسان شاعراً بالضياع، فابدأ عباداتك بنية جديدة وهي الاقتراب من الله سبحانه، لا يهم أن تقرأ جزءاً من القرآن الكريم ولكن المهم أن تشعر بالقرب من الله أكثر وأنت تقرأ، ولو قرأت صفحةً بتدبّرٍ وأنت تُنمّي مشاعر محبة الله وخشيته وتعظيمه لكان خيراً من قراءة جزء من القرآن الكريم بدون وعي، وهكذا في سائر الأذكار والنوافل، يجب أن ننوي بعباداتنا نية الاقتراب من الله والهداية ولا نقوم بها فقط لأنها واجبٌ أو لنيل الأجر، حتى تتحرك هرموناتنا بعمق وتتحرك مشاعر الإيمان في قلوبنا، إن مشاعر الإيمان عندما تتحرك في أدمغتنا تفتح قنوات الرضا المغلقة في الدماغ وتبدأ السعادة بالنفاذ إلى مشاعرنا.

2- إن تقدم الإنسان في أهداف واقعية ينغمس بها من أسباب الرضا والسعادة شريطة أن تكون هذه الأهداف لغاية عُظمى وليس ليُقال عنا أننا الأفضل، ولربما كانت هذه النقطة من أضعف النقاط في واقع المسلمين اليوم، حيث أن تفكيرهم يتمحور حول الناس، ولا يعون حقيقة ما يريدون وما يُرضيهم بسبب غياب الحريات النفسية وانتشار التربية التسلّطية التي تفرض على الإنسان أن يعيش ليحقق "برستيج" معين وليس لأنه يعيش لقناعاته الذاتية، وعلاج ذلك أن يبدأ الإنسان بعمل يحب أن يقوم به ويكبر به بالتدريج لأنه يحبه ومقتنع به ولأنه يبتغي من ذلك مرضاة الله فيتمتع به ولا يتحدث به للناس حتى ينمو داخلياً ويزدهر دماغه.

3- إن الحب المشروط الذي يُقَدَّم للإنسان منذ صغره يعلمه الأنانية وشُحّ العطاء، فعندما يشعر الطفل بالرضا من ذويه فقط إذا قام بعمل معين ويُسلب هذا الشعور إذا لم يعمله، ستصله رسالة مفادُها ألا تعطي غيرك لله من دون مقابل، فيُحرم الإنسان شعور لذّةِ العطاء وبالتالي يكبر على المصالح والأنانية الذاتية، ونستطيع أن نعالج أنفسنا من هذا البلاء بالتدرّب على العطاء من دون مقابل والاستمتاع بالعطاء لله مع أهمية كتمان العمل ليزدهر دماغنا.

لو تأملنا هذه الأسباب التي تؤدي إلى ازدهار الدماغ flourishing  وبالتالي إلى الرضا والسعادة وتأملنا الصور التي نعيشها بداخلنا والتي ربطنا الرضا والسعادة بتحقيقها، سنكتشف هل نسيرُ في طريق حقيقي لتحقيق السعادة، أم أننا نلاحق سراباً يرسمه الشيطان ويزينه لنصل إلى السخط وانعدام الشكر كما أخبرنا القرآن عن غاية عمل الشيطان في أدمغتنا "وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" (الأعراف/17)

هذه الأسباب الثلاثة العميقة في الشعور بالقيمة الذاتية وتحقيق الرضا والسعادة لا تعني أن الإنسان لا يسعد مع أصدقائه أو عائلته أو في ممارسة هواياته أو في السفر والمغامرات وغيرها مما يُسعدنا ويُمتعنا، ولكن تعني أنه بدون إعطاء الأولوية لهذه الأسباب العميقة ستشعر بالضياع والتعاسة كلما خلوت بنفسك لبعدك عنها، وبالتالي فضحكاتك أمام الناس ستكون عبارة عن قناع تتجمّل به ووراءه كذبة كبيرة تعيشها، وتعاسة أكبر تتقدم نحوها كلما كبرت في السن.

قيمة وهميّة للذات: 

عندما يشعر الإنسان بالضياع وضعف القيمة لأنه لا يسير على طريق صحيح يستمد منه قيمة حقيقة لنفسه تعتمد على الإخلاص ونبل العطاء ومعرفة نفسه سيلجأ إلى طرق خاطئة ومَرَضِية مح

اقرأ المقال كاملاً

هل نحن مهزوزو الثقة بأنفسنا؟

07يونيو2018
العقلية النامية
بناء الإيمان
تقدير الذات
أخرى
0 مشاهدة
cover

تمر بنا أيام نشعر فيها أن ثقتنا بأنفسنا باتت واهية ونشعر بالحساسية من ريشة تمر بجانبنا وأنها تثقل على صدورنا، فكيف نخرج من هذا القبو الذي يضغط على أنفاسنا ويجعلنا نشعر بأنه لا قيمة لنا في هذه الحياة؟

أود أن أوضح بداية حقيقة علمية تساعدنا للخروج من هذا القبو، وهي أن الثقة بالنفس تنبع من الداخل، وهذه النقطة مهمة للغاية، فهي الحبل الذي نمده بداية لنخرج من هذا القبو الذي يضغط على أنفاسنا.

هناك عدة أسباب تجعلنا نفقد الثقة بالنفس وأبرزها:

امتلاك آلية تفكير داخلية تقوم على المقارنة، بحيث أشعر أني رائع وأن لي قيمة إذا رأيت إنساناً بيته أقل من بيتي، أو شعبيته الاجتماعية أقل من شعبيتي، أو شهاداته أقل، أو وسامته أقل، أو قدراته أقل، أو علمه أقل، أو عائلته أقل.. الخ.. عندها أشعر أني أفضل منه فتنتشر مشاعر الارتياح بداخلي لامتلاك الأفضلية، وقد أشعر بالفخر عليه أو الزهو أو الكبر.

وأما إذا رأيت أو جالست من يفوقني في شيء من المظاهر التي يتفاخر بها الناس من مال أو جاه أو جمال أو صيت أو منصب أو أبناء أو علم أو شعبية اجتماعية أو نجاح معين عندها أشعر بأني أقل أو أني لا شيء فإما تتراجع ثقتي بنفسي أو أسعى للإساءة له ظاهراً أو باطناً لأرسم صورة جديدة له مشوهة بداخلي تبرد على قلبي ألم تميزه عني.

المقارنة هي آلة تفكير لا واعية تجعلنا نحفر بأنفسنا قبورنا لندفن فيها ثقتنا بأنفسنا، وهي آلية تفكير ربما اكتسبها البعض من آبائهم الذين كانوا يستخدمون أسلوب المقارنة لدفعهم للعمل، أو من خلال البيئات الصفية التي تدفع للتعلم من خلال المقارنة أيضاً، أو غيرها، والنتيجة أنه مع الوقت يصبح لدينا آلية تفكير لا واعية تقوم على فرز هرمونات السعادة أو فرز هرمونات التوتر من خلال المقارنة، لتجعلنا ننفش داخلياً بطريقة غير واعية أو نُحبط أو نغتاظ بطريقة لا واعية أيضاً.

وأؤكد لك بأن هذه النفشة الداخلية التي نشعر بها عندما نتعامل مع شخص نعتقد أننا نتفوق عليه لا تعني الثقة بالنفس بل على العكس هي علامة على تدني الثقة. 

فكيف نتخلص من آلية المقارنة اللاواعية؟

وكيف تبدأ ثقتنا الحقيقية بأنفسنا بالنمو لتبدأ مشاعر السعادة والرضا بالدخول إلى قلوبنا وحياتنا؟

أولاً: الوعي بوجود المشكلة والرغبة الحقيقية في التخلص منها، إن صَدقنا مع أنفسنا هو الباب الأول للتغيير، أما التستّر على مُشكلاتها سيزيد المشكلة سوءًا، وهذه نقطة البداية.

ثانياً: أن ننتبه إلى هذا التفكير عندما يحدث بداخلنا ونخرجه للوعي ثم نوقفه بكلمة نقولها لأنفسنا:

"توقف أيه التفكير فإنك تؤذيني وتؤذي إيماني"..

وبالتأكيد ستؤذي غيرك أيضاً بهذا التفكير وأنت لا تشعر، وسَتُفاجأ يوم القيامة بميزان سيئاتك وقد لَمّ ما لم وأنت غير واعٍ بما تفعل، لأن التوتر الداخلي الذي تحدثه المقارنة يتحول إلى ألم يخرج من خلال الإساءة لغيرنا سواء شعرنا بذلك أو لم نشعر، ولا يمكن للتوتر أن يبقى محبوساً بداخلنا.

ثالثاً: أن نستبدل التفكير بالناس بالتفكير بأنفسنا، أي معرفة ما نريده نحن ونحبه ويجعلنا نستمتع ونشعر بالرضا، حتى لو كان ممارسة تمارين رياضية معينة لمدة 20 دقيقة يومياً، أو مجال علمي نحب أن نتعلمه ونبدع به مثل لغة جديدة نرغب بتعلمها أو نتقوى بها، أو عمل خيري نحب أن نتطوع فيه، أو مشروع صغير نريد أن نبدأ به، أو أي شيء نشعر حقيقة أننا نريده.

إذا كنت لا تعرف ماذا تريد وماذا يُسعدك ابدأ بأشياء صغيرة تحب أن تفعلها لتبدأ دائرة الوعي بنفسك بالاتساع فتتعرف على نفسك أكثر وتميّز ما يرضيك ويسعدك.

رابعاً: إذا كنت تعتقد أن ما يرضيك مرهون بما يقدمه الناس من أجلك فستزداد تعاستك يوماً بعد يوم وتصل مع الوقت إلى السخط التام وانعدام الثقة بالنفس، لأن الثقة بالنفس تنمو كلّما قدمنا للآخرين وتخلصنا من أنانيتنا، وتتراجع عندما ننتظر منهم المقابل، فاخرج من إطار التفكير بالناس وحاول أن تتعرف على نفسك وتُصاحبها بالتركيز على نموها وليس بتنمية التركيز على غيرك. 

خامساً: إذا كنت ممن يدمن استخدام الهاتف أو الألعاب الالكترونية أو ما شابه فهذه علامة على تراجع ثقتك بنفسك، لأن الإدمان وسيلة للهروب من الواقع، حتى إذا ما عدت إليه وجدت أن الإحساس بالنقص يكبر بداخلك وأنك لا تدري هل تُقبل على الانتحار أو تزداد إدماناً فتدفن نفسك حياً أو ميتاً.

والصواب أن نعي أن هروبنا إلى الهاتف وإدماننا عليه هو علامة على تدني الثقة بالنفس، وأن الحل بالعودة إلى النفس وفهمها والاهتمام بها بما يصلحها ويسعدها.

سادساً: إيقاد شعلة الروح، إن إيقاد هذه الشعلة هو أسرع طريقة للرضا والارتياح وبناء الثقة بالنفس، هذه الشعلة توقد عندما نوجه بوصلتنا الداخلية نحو مرضاة الله بحيث يكون نيل مرضاة الله هو همنا الأكبر، أن يكون الله سبحانه هو همنا حقيقة وليس شعار نرفعه أمام الناس، وكشف الزيف في هذا الأمر أن يجن جنوننا من كلمة تمس كبرياءنا أو قرش نخسره أو نكتسبه فهذا علامة على خواء الباطن من التعلق بالله.

عندما يكون الله سبحانه هو أكبر همنا نستيقظ وقربنا منه هو غاية أرواحنا، فنفرز هرمونات السعادة كلما اقتربنا منه، هذه الهرمونات العميقة جداً في الدماغ تعالج هرمونات النفشة الشيطانية التي تفرزها آلية المقارنة المريضة، كما تعالج هرمونات التوتر التي تؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس عندما نستاء من شخص يتميز علينا في شيء، فعندما نقبل على الله بصدق ونذكره بحب وصدق إقبال تتغير آلية فرز الهرمونات بحيث تصبح داخلية لتعتقنا من آلية المقارنة الخارجية التي تجلب لنا السخط وتراجع الثقة، فيتحول نظرنا اللاواعي من الناس إلى الله.

بداية نحتاج أن نصبر لتقوى أماكن فرز هذه الهرمونات في الدماغ، وتبدأ بالتدفق فتوقد الشعلة الداخلية التي تضيء لنا الحياة بنور يجعلنا نرى الله ونعرفه ونقدره سبحانه، فنقدر أنفسنا ونقدر غيرنا، ونفرح بعطاء الله لنا ولغيرنا، ونرى حكمة الله تتجلى في كل عطاء وفي كل

اقرأ المقال كاملاً

لماذا لا نرضى عن حياتنا؟

26أبريل2018
الموهبة والذكاء
الوعي الذهني
بناء الإيمان
أخرى
0 مشاهدة
cover

سؤالٌ كبير.. ربما تنقضي حياتنا كلها وما وجدنا له إجابة.. ولكنه لبّ الراحة والسعادة.. يستحق أن نتعرض له ولو أجبنا عنه بجزء يسير..  

كل منا يسعى في يومه.. وربما طيلة يومه.. يسعى وبداخله دوافع تدفعه ليعمل ويكد..

نحن نسعى في يومنا ونحن ندور في مربع به أربع خانات كما ذكر "ستيفن كوفي" في كتابه المعروف العادات السبع للنجاح وهي: 

1- مهم عاجل 

2- مهم غير عاجل

3- غير مهم عاجل

4- غير مهم غير عاجل    

 

نتفق أن غالبيتنا ندور في مربعي "مهم عاجل" و"غير مهم عاجل"، ثم نذهب آخر اليوم لنرتاح في "غير مهم غير عاجل" لنشعر بالاسترخاء والحرية..

لا شك أن الأعمال المهمة والملحّة تقوم عليها أولوياتنا في الحياة ولكن هل تكفينا لنشعر بالرضا؟

وأين ذهبت "مهم غير عاجل" وما علاقتها بالرضا؟.. 

"مهم غير عاجل" هي الأعمال التي تبني أعماقنا وتبني أعماق أبنائنا وأعماق العلاقات..

هي التي تبني علاقتنا مع الله وعلاقتنا مع أهمّ الناس..

علاقتنا مع أنفسنا وعلاقتنا مع أبنائنا ومع أزواجنا ومع أهم المقربين..

فكيف أدخل في هذا المربع العميق؟

أدخل مربع "مهم غير عاجل" مثلاً عندما أُمسك بكتاب أقرأه برويّة وأنا أتمعن لأُطبق ما فيه ابتغاء مرضاة الله.. لا لأنال شهادة أكاديمية .. ولا ليقال عني قارئ.. ولا لأثبت لنفسي أنني قارئ نهم.. بل لأرتقي بنفسي ومن حولي ابتغاء مرضاة ربي.. عندها سأشعر بالرضا..

وأدخله أيضاً عندما أجلس مع ابنتي وأفتح معها حوارا لطيفا بين صديقتين وأشاركها اهتماماتها.. وأنا أستشعر مسؤوليتي وأستمتع بها.. حتما سأشعر بالرضا..  

وعندما أجلس فأقرأ مع طفلي الصغير قصة نستمتع بها معاً ونبني علاقة إيجابية وأنا أغرس فيه حب العلم والتعلم..  أفعل ذلك ابتغاء مرضاة ربي.. دون أن أحدث به الناس.. حتماً سأشعر بالرضا..

وكذلك عندما أجلس فأرتّل الآيات بحب وأنا أستشعر عظمةَ ما بين يديّ من كتاب.. وأشعر بإكرام الله لي أن أذن لي بتلاوة كلامه والاستماع له من بين مليارات المحرومين.. حتماً سأشعر بالرضا..

وعندما أدخل السرور على من حولي دون أن أطالبهم بالتعويض.. عندما أهتم بهم وأعطيهم لله.. ابتغاء مرضاة الله دون انتظار المقابل.. حتماً سأشعر بالرضا..

وعندما أصلي في جوف الليل.. وعندما أتصدق.. وعندما أفرّج كربة.. وعندما أساعد.. وعندما أكتم غضبي.. وعندما أسامح.. وعندما أبر.. وعندما أرحم..

كثيرة هي الأعمال التي تشعرنا بالرضا.. وهي أعمالٌ صغيرةٌ غالباً لكن بالالتفات فيها إلى الله وحده تصبح عميقةً وعظيمةً تُثمر على المدى ارتقاءً وثقةً ونورا وسعادةً لأنها تحرر الإنسان من عبودية الظهور.. وتحرره من ال "أنا"..

الأعمال العاجلة التي وردت في المربعين السابقين تتعلق عادة بالشيء الملاحَظ سريعاً من الناس.. عندما ننويها لله حتماً سنشعر بالرضا..

ولكن لن نذوق طعم هذا الرضا ما لم نتجرد ونزهد ونخلص في أعمال غير ملاحظة لأحد إلا الله لنتحرر من التمحور حول نظر الناس والتنافس في ذلك..

ويستطيع الإنسان أن يتحرر فعلاً عندما ينوي ذلك ويبدأ في كتم أعماله الصالحة والتوسع فيها.. عندها ستبدأ مشاعر الانشراح والرضا بالتمدد في أعماقه.. لتحرر أغلال: أنا مهم وأنا الأفضل وأنا الأذكى وأنا الأجمل.. 

إن كثيراً من مشاعر عدم الرضا التي تنتابنا تتعلق بأن أعمالنا مشروطة في العقل اللاواعي بتحصيل نظر الناس وإعجابهم حتى لو لم نطلب الإعجاب مباشرة ولكننا في أعماقنا نعلم أنها الأعمال التي سنمدح من أجلها.. وهي تجذبنا إلى مربعي "مهم عاجل" و"غير مهم عاجل".. وهي أيضاً قد تجذبنا للمقارنات السلبية وإلى التنافسية المَرَضيّة التي تؤدي إلى السخط وتودي بمشاعر الرضا..

كم منا يريد الإعجاب السريع الذي قد يجره إلى سخط سريع لأن رضا الناس غاية لا تدرك..

والمشكلة أن مواقع التواصل قد زادت المسألة سوءً.. فأصبحنا ننتظر التقدير والمديح على أصغر الصغائر.. وكلما زاد التفاتنا للناس كبرت تعاستنا..

وأما أعمال المربع "مهم غير عاجل" فهي غير متعلقة بنظر الناس ولا تخضع لأولويات إعجابهم فتهمل بالرغم من أنها هي التي تبني الرضا والثقة بالنفس والإخلاص لله وتجعلنا نعمل لقناعاتنا لا لقناعات الناس ولكن من يصبر على أعمال يحبها الله لا يلقي الناس لها بالاً؟.. وتهدر وقتاً لا يعلم به ولا يجازي عليه إلا الله؟..

وكما قال أحد الصالحين: "سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فمازلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك".

يجب أن نصبر بداية لنشرق نهاية بالرضا والسعادة..

كل منا كادح في هذه الحياة.. ولكن شتّان بين كادحٍ زاهدٍ في الناس وفيما أيدي الناس.. راضٍ عن ربه وعن مسار حياته.. وبين كادحٍ تعيسٍ.. يتخبط حيث نظر الناس.. ولا يعلم حقيقة ما يرضيه..

فلنعِ دوافعنا.. لتُشرِقَ سَرائرنا..

"يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ" الإنشقاق/6

شاركونا أفكاركم.. "لماذا لا يشعر الإنسان بالرضا؟"

اقرأ المقال كاملاً

لماذا ترغب بعض بناتنا بخلع الحجاب؟

19أبريل2018
تقدير الذات
أخرى
0 مشاهدة
cover

كم منا شعر بالصدمة أو الذهول عندما سمع ابنته تقول "أنا غير مقتنعة بالحجاب" أو ابنه يقول "أنا غير مقتنع بالدين" أو عندما اكتشف أن أحد أبنائه على علاقة غير شرعية أو ربما شاذة، بالرغم من أن البيت والعائلة تسير على طريق مرضاة الله وتلتزم ما استطاعت بالمنهج القويم!.

ما الذي يحدث حقيقة في أدمغة أبنائنا وبناتنا؟..

ربما نقول أن الأصدقاء هم السبب.. ولكننا نتفاجأ أن أصدقاء أبنائنا وبناتنا هم من عائلات محافظة وحريصة على التربية الإيمانية والأخلاقية ولكنهم أيضاً يعيشون الأفكار السلبية ذاتها. فما الذي يحدث في أدمغتهم ويؤدي بهم إلى ممارسات خارجة عن التفكير المنطقي وعن البيئة التي نشأوا فيها؟..  

هناك سبب رئيس يجعل أبناءنا وأصدقاءهم ينغمسون في واقع افتراضي يعيشون بداخله يجعل كل ما يحيط بهم في الواقع يشعرهم بغربة كبيرة عن الوهم الذي يعيشون به، وهو إدمانهم على كثير من حلقات اليوتيوب (أو التلفاز) المتتابعة سواء كانت من إنتاج هوليوود أو إنتاج اليابان أو كوريا أو تركيا أو غيرها.. الممتلئة بالأفكار المسممة التي تجعلهم يتنمرون على إخوتهم ويتواقحون مع أبويهم، ويتمنون ارتداء الملابس الكاشفة التي لا تستر شيئاً، وينفرون من الملابس المحتشمة والتي يرونها باتت تقليدية تضفي عليهم صبغة التخلف الحضاري، لأن الدول التي تنتج مثل ذلك الإعلام ينظر لها على أنها "متقدمة"، فيتعلق أبناؤنا وبناتنا – وأخص بالذكر بناتنا لأنهم أكثر عرضة لذلك بسبب مكوثهن في البيت لمدة أطول - بشخصية ما في هذا المسلسل قد تعيش الفتاة وحدها في مطلق الحرية، تتمتع بالعلاقات غير المشروعة وقد تكون شاذة أيضاً، فيحيون معها حياة وهمية افتراضية تجعلهم يشعرون بغربة كبيرة ونفور عن واقعهم ويدندنون باسم الحريات غير مدركين أنهم قد فقدوا حريتهم الفكرية وتم استعبادهم نفسياً وفكرياً من خلال تلك المسلسلات الممنهجة، والتي تبدأ وقد يعتريها بعض البراءة، ثم تتدرج بإدخال الرذيلة ليتم استيعابها بهدوء وتقبلها من قبل أبنائنا، ليعيشوا في النهاية تناقضاً كبيراً في أعماقهم يهز ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم يفقدون الهوية والبوصلة نحو أهداف واقعهم فيهبطون في منحدرات الأوهام.

ما يحصل في الواقع أننا لا نعلم حقيقة الكثير مما يشاهده أبناؤنا وبناتنا ولا يعلمون هم حقيقة تأثيره على أدمغتهم، ونعتقد معهم أن مثل تلك المسلسلات لا يمكن أن تؤدي بهم إلى الانزلاق فهُم من عائلات واعية، لكن الواقع يقول أن تأثير مثل تلك المسلسلات أكبر مما نتصوره أو يتصورونه، فهُم وإن لم ينحرفوا هنا أو هناك سيفقدون الثقة بأنفسهم وهويتهم ودينهم ويعيشون على الهامش في صراع نفسي.

 فماذا نفعل إذن؟..

1- ينبغي أن نبتعد عن النقد واللوم والاتهامات وننشئ علاقة صداقة مع أبنائنا وبناتنا لنكسب ثقتهم فيصغون لنا، وكم منا قد دمر هذه العلاقة من أجل علامة مدرسية أو أسباب تافهة ثم انصدم عندما وجد ابنه أو ابنته على حافة الضياع وهو يطالبه في المثاليات، ولنعِ أنه كلما تدنى تقدير الذات عند ولدنا أصبح أكثر عرضة للخضوع لسيطرة مثل تلك المسلسلات على عقله أو للإدمان عليها بشكل عام.

2- ينبغي توعيتهم مسبقاً وباستمرار وكشف الستار عن السعادة الواهمة التي تزينها الشاشات من خلال إظهار الدراسات الإحصائية عن الغرب عن حالات الإدمان ومحاولات الانتحار والمداومة على الحبوب المهدئة للتعايش مع ألم الواقع الذي يعيشون به بسبب ابتعادهم عن طريق الله وانغماسهم في عالم الشهوات.

3- ينبغي توعيتهم مسبقاً ودائماً عن خطورة مثل تلك المسلسلات على الإيمان والسلوك والهوية والتوازن النفسي، وعن السيطرة الفكرية للحضارات الغالبة، ستجد قصصاً لا حصر لها عن المشكلات الكبيرة التي سببتها تلك المسلسلات أثناء بحثك على الانترنت، والتي وردتنا أيضاً من أطباء نفسيين، فهناك فتاة ألحت على والديها بالسفر للدراسة، لتعيش بالطريقة التي تؤديها بطلة المسلسل، وهناك فتاة انحرفت وأصبحت شاذة وهي تظهر أمام الناس بأنها الفتاة المثالية، وهناك من أصبح لديها اضطراب نفسي بسبب أنها تعيش في واقع افتراضي لا تستطيع أن تحققه فأصيبت بالاكتئاب أو تمنت الانتحار، وهناك من حصرت كل تفكيرها وطموحاتها بانتظار الشاب الذي تعيش من خلاله الواقع الافتراضي الذي تحلم به، ثم باعت نفسها لأول ذئب يقترب ليجرها إلى عالم لا نهائي من الرذيلة والضياع، وهناك من خلعت الحجاب لتلقي عن كاهلها عبأ الرجعية والتخلف وهي تظن أنها أصبحت متحررة، وهناك.. وهناك..

 قصص لا تعد ولا تحصى والسبب: هو عدم معرفتنا أو إدراكنا – أو إدراكهم- لعمق الروابط التي تحدث في أدمغة أبنائنا وبناتنا جراء تلك المشاهدات المتكررة وأخص بالذكر "المسلسلات".

4- ينبغي أن نتحرى عن كل ما يشاهده أبناؤنا وبناتنا ونعلم حقيقة تأثيره عليهم – خاصة ما يشاهدونه على هواتفهم ونحن نظن أنهم يراسلون أصدقاءهم على الواتساب، ونمنع منعاً باتاً متابعة أي من تلك المسلسلات "من دون تهاون"، يجب أن نناقشهم ونقوم بعمل بحث معهم على تأثير تلك المسلسلات لإقناعهم ولكن لا تنسوا أن تعلقهم بتلك المشاهدات سيجعل الاستماع لكم أمراً صعباً أحياناً، بسبب الهوى الذي يغلب عليهم، لذا يجب أن تتم مناقشتهم ثم عدم السماح بتلك المشاهدات المتواصلة بغض النظر عن قناعاتهم التي قد لا تملكون مفاتيحها بداية، ولكن يجب توفير البدائل خاصة لبناتنا اللاتي يحتجن أكثر من أبنائنا لأنشطة رياضية وفكرية وفنية واجتماعية تفرغ العاطفة المتأججة التي تضطرم بداخلهن.   

5- ينبغي أن نهتم بإنشاء روابط إيجابية في أدمغتهم تحبب لهم كل ما يدعو إلى الصلاح، من خلال إبراز القدوات الصالحة، وجمال وروعة هذا الدين، وقصص المهتدين، والاهتمام بجمال لباس بناتنا الشرعي وأناقته، ليشعرن بالثقة في عالم تهاجم فيه الفتاة المحتشمة وينظر لها على أنها رجعية، ولا أدري كيف استمرأ هذا العالم التعري والفجور على  أنهما مظهران للتقدم، ولكن روابط الدماغ تصنع المعجزات!

6- ينبغي منح الحرية والثقة لأبنائنا وبناتنا مع حرصنا على التربية الإيمانية، حتى لا نمنحهم حجة يستغلونها من أجل الانحراف.

وأنا أرى أن بناتنا قد تعرضن فعلاً لقمع كثير من الحريات تحت مظلة العادات والتقاليد وخوفاً من كلام الناس والتي لا ش

اقرأ المقال كاملاً

هل الثقة بالنفس هي الغرور؟ وهل هي من الإسلام؟

29مارس2018
الوعي الذهني
بناء الإيمان
أخرى
0 مشاهدة
cover

هل الإنسان الذي يسعى لإثبات نفسه أمام الآخرين هو إنسان واثق بنفسه؟ وهل يمكن أن أُنمّي ثقتي بنفسي وأنا في هذا العمر؟

مفهوم الثقة بالنفس مفهوم حرج تدور حوله مغالطاتٌ كثيرة وحقائق وأوهام.

هو مفهوم مهم لأنه الأكثر مساساً والتصاقاً بأنفسنا، وقد يحتمل هذا المفهوم تفسيراتٍ كثيرةً ويُشتق له تصرفات عدة قد لا تؤدي إليه، فلنَدُر قليلاً في فَلَكِ هذا المفهوم لعلنا نفهم أنفسنا بشكل أفضل ونوجه تصرفاتنا بشكل أقوم.

مفهوم الثقة بالنفس هو مصطلح علميّ يدلّ على "قوة الباطن"، ولا يُترجم حرفياً فيظن السامع أنّ من يَثقُ بنفسه لن يَثقَ بربه، وهذا غير صحيح، هو مصطلح علميّ يعبّر عن:

  • معرفة الإنسان لنقاط القوة التي يتمتع بها ونقاط الضعف، مع تقبّل نقاط الضعف، ووضع نقاط القوة في أهداف يتقدم نحوها.
  • أن يحترم الإنسان ذاته، ويقدّر عطاء الله له، فيرى مِيْزاته ويشكر الله عليها، كما يرى مِيْزات الآخرين ويشكرهم عليها.
  • القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات.
  • مواجه مصاعب الحياة بحكمة وتوازن، وقدرة السيطرة على مجرياتها.
  • القدرة على إقامة علاقات متوازنة وإيجابية.

سمات الإنسان الواثق بنفسه:

  • السلام الداخلي والطمأنينة وقلة التوتر
  • المبادرة والعزيمة
  • الإيجابية والتفاؤل
  • الإنجاز والنجاح
  • تحديد أهداف واضحة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى

مفاهيم مهمة وأساسية ترتبط بالثقة بالنفس:

  • الاستقلالية الذاتية أي اتخاذ القرارات بناءاً على وضوح الهدف الذاتي وليس لأجل التقليد
  • النزاهة وعدم النفاق والجرأة في قول الحق
  • تحمّل المسؤولية في العمل والقول والخطأ
  • الشفافية وعدم التزييف

انتبه!! فهذه التصرفات لا تعني الثقة بالنفس:

  1. أنت لا تثق بنفسك عندما تمدح نفسك أمام الآخرين وتقول "أنا.." و"أنا.." و "أنا.."...
  2. أنت لا تثق بنفسك عندما تحاول أن تُظهر أنّك معصومٌ عن الخطأ
  3. أنت لا تثق بنفسك عندما تحاول أن تُثبت أنك رائع أمام الناس

متى نبني ثقتنا بأنفسنا؟

أهم مرحلة لبناء الثقة بالنفس هي مرحلة الطفولة، لكن أغلبنا يبني ثقته بنفسه بعد مرحلة المراهقة بل بعد مرحلة الجامعة أيضاً، بسبب الأخطاء التربوية التي تحدث في كلٍّ من الأسرة والمدرسة.

ما هي الأخطاء التربوية الشائعة التي تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس؟

  1. التقبل المشروط في الأسرة وفي غرفة الصف
  2. النقد واللوم
  3. اتخاذ القرار عن الأبناء والتحكم بهم

هل تعاني بناتنا من ضعف الثقة بالنفس أكثر من أبنائنا؟

بشكل عام نعم، والسبب في ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها:

  1. تدنى طموح الفتاة بشكل عام
  2. خوفنا على الفتاة
  3. يعتقد البعض في أعماق أنفسهم أن الفتاة أقل من الفتى

كيف نبني ثقتنا بأنفسنا؟

  • أن نحدد أهدافاً لنا قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى
  • أن نضع أنفسنا في محكات تجعلنا متخذين للقرار
  • أن نبتعد ما استطعنا عن الأجواء السلبية
  • ألا نتوقف عن طلب العلم
  • أن نتقرب إلى الله بالذكر والعبادة والإخلاص

مصطلح الثقة بالنفس ذكره أسلافنا وعلماؤنا بمصطلح "قوة الباطن" كما أسلفنا وهو الذي عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير. رواه مسلم. وفي الحديث: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إن فقهوا. رواه البخاري

ولا تهم المصطلحات بالقدر الذي يهمنا فيه التطبيق والارتقاء، فهنا يجب أن يتمحور تفكيرنا لننهض.

نسأل الله أن نكون من هذا الخير الذي ذكره رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومن الأقوياء الأحباء إلى الله.

تعرّف على بناء تقدير الذات في منهاج تفكّر مع أنوس.

اقرأ المقال كاملاً

كيف نجعل الناس تطيعنا بحب؟

21يناير2018
تقدير الذات
أخرى
0 مشاهدة
cover

هل تعلم أنك إذا طلبت طلباً من شخص ما بصيغة الأمر فإن دماغه يفرز توتراً يجعله يشعر بتثاقل في داخله لينفّذ ما طلبت؟!

ماذا نفعل إذن؟، كيف نجعل الناس يلبون إرشاداتنا بحب؟.

تشير أبحاث الدماغ إلى أن الإنسان عندما يسأله أحد شيئاً بدلاً من أن يأمره فإنه يفرز هرمونات الراحة، وتنطلق الهرمونات التي تثير الدافعية الداخلية ليُقبل عليك بسرور.

ومثالاً على ذلك: أننا إذا قلنا لولدنا قم وادرس فإنه يتوتر وتتراجع دافعيته حتى لو لبّى الطلب، ولكن إذا طلبنا منه ذلك من خلال استخدام السؤال بلطف وليس فعل الأمر سيُلبي براحة وتنطلق دافعيته. مثلاً أن نقول له: كيف يمكن أن ترتب برنامجك اليوم لتتفوق؟ بماذا تريد أن تبدأ؟ أو.. ماذا يمكن أن تفعل اليوم لتكون راضياً أنك أديت ما عليك؟

تذكر أنه كلما زادت الأوامر أصبح الولد "يطنّش" وبالتالي تبدأ المشاكل وتتوتر العلاقة بيننا وبينه.

تصرف بذكاء، واطرح سؤالاً يجعله يفكر كيف يقوم بالشيء لأجله لا لأجلك أنت، ليكون هو إنساناً رائعاً، مجتهداً، مبدعاً، نظيفاً، خلوقاً ومطيعاً لله.

  • وتذكر دوماً، كلما قللت الأوامر سهّلت على أبنائك اتباع إرشادتك.
اقرأ المقال كاملاً

ثلاثة أسس لتربية أبناء متوازنين انفعالياً

04نوفمبر2017
أخرى
0 مشاهدة
cover

تشير الدراسات العلمية أن هناك سبباً رئيساً للنجاح في تربية أبناء متوازنين إنفعالياً وهو:

كمية هرمون السعادة (السيراتونين) التي تتدفق نتيجة تفاعل الإخوان أثناء اللعب بحرية وبدون قيود، إضافة إلى لعب الأبوين مع أبنائهم ومداعبتهم لهم.

هناك ثلاثة أسس لتربية أبناء متوازنين انفعالياً:

  • يجب أن تكون أوقات السعادة مع إخوانهم وبينهم وبين آبائهم أكثر من الأوقات التي تحدث بينهم المشكلات التي تؤدي إلى الضيق والقهر.
  • يجب الانتباه أن أبناءنا بحاجة إلى وقت يومي يشعر فيه بالحرية ويتفاعل باللعب الجماعي ليتدفق السيراتونين في دماغه من دون ضغط الواجبات ليمسح عنه توترات اليوم ويتوازن.
  • إن انشغال الأبناء بالشاشات يمنع تدفق هرمونات السعادة العميقة، وبالتالي يفقدهم التوازن الانفعالي والعاطفي في مرحلة الطفولة وهو شيء لا يمكن تعويضه بالدماغ مهما بذلنا من جهد في المستقبل بسبب أن كميات السيراتونين المتدفقة في الطفولة هي أضعاف ما يفرز بعد ذلك، حكمة من الله الحكيم.

كيف يمكن أن نحمي أدمغة أبنائنا حتى تقوم بما هيأها الله له، وهو فرز هرمون السعادة بكميات متدفقة من خلال اللعب مع الإخوان والأقارب والأصدقاء؟

اقرأ المقال كاملاً

لن يصبح أبناؤك إيجابيين إلا إذا امتلكت هذه النظارة!

01نوفمبر2017
أخرى
0 مشاهدة
cover

لتربية أبناء إيجابيين يوجد أساس للنجاح وهو:

أن ترتدي نظارة الإيجابية على عينيك عندما تنظر إلى أبنائك، لترى كم هم نعمة في حياتك، وتنتبه إلى المميزات الرائعة التي أكرمهم الله بها فتتمتع بهم، ثم تنظر بهذه النظارة الإيجابية إلى المستقبل فتتفاءل أن الله سيجعلهم كما تتمنى برحمته وكرمه.

من أين تشتري هذه النظارة؟

تشتريها بامتلاك الإرادة والإصرار، ثم ستنطبع عدساتها في عينيك وقلبك لتصبح سجية تتمتع بها وبالنعم من حولك..

 "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
(الروم اية 69)
اقرأ المقال كاملاً