يعبر الطفل من محطة إلى أخرى من محطات تكريم الإنسان٬ فيتفكر في إكرام الله له من بين المخلوقات٬ وكيف جعله أكرم وأجمل مخلوق في الدنيا٬ ثم يتأمل في تميز كل إنسان من بين الناس٬ في صفاته وهواياته ومواهبه وتفرده٬ ليمتلئ إحساسه بتقدير الذات٬ ويزداد معرفة بذاته وقبولاً لها٬ وبالتالي يتقبل الآخرين من حوله٬ ويتفاعل إيجاباً معهم٬ لتبدأ خطواته العميقة في الخروج من إطار التمركز حول الذات٬ إلى الاهتمام بالآخر٬ فيرحم ويتعاطف ويشارك٬ ويتعامل بأدب و”اتيكيت”٬ حرصاً منه على مشاعر الآخرين٬ ليرضى عنه الله الرحيم٬ الذي وسعت رحمته كل شيء٬ رحمته به ورعايته له منذ أن كان نطفة في رحم أمه٬ إلى ولد وكبر بقدرة الله وكرمه٬ فيشكر الله على هذه الرعاية العظيمة٬ والرحمج والإكرام٬ بأن يحسن أخلاقه٬ ويحلك بهدفه٬ طامحاً لرؤية مستقبل مشرق لأمته.